لم يكد يمر على العالم شهور على لغز اختفاء طائرة الركاب الماليزية، حتى حلت أمس فاجعة ثانية بطائرة ماليزية ثانية، على متنها 298 شخصًا بينهم 154 هولنديًا و17 أستراليًا، تحطمت في منطقة يسيطر عليها الإنفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا، ليتبادل الإنفصاليون و"كييف" الإتهام بإسقاطها، مع ترجيح مسؤولين أميركيين إصابتها بصاروخ أرض ـ جو.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، باجراء تحقيق دولي كامل وشفاف، كما دعى مجلس الأمن إلى جلسة علنية طارئة اليوم بطلب من بريطانيا، وذلك بعد أن وصفها الرئيس الأميركي "باراك أوباما" بـ"الفاجعة الرهيبة"، في حين حمّل الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أوكرانيا المسؤولية.
ونقلت وكالة "انترفاكس" الأوكرانية للأنباء، عن مستشار لحاكم منطقة "دونيتسك" في شرق أوكرانيا، قوله" "إن سلطات الطوارئ الأوكرانية عثرت على الصندوقين الأسودين في موقع تحطم الطائرة الماليزية"، فيما نسبت الوكالة إلى "قسطنطين باتوفسكي" قوله" "عثرت سلطات الطوارئ على الصندوقين الأسودين. ليس لدي أي معلومات عن مكان هذين الصندوقين في اللحظة الحالية". ورفض متحدث باسم وزارة الطوارئ في "كييف" التعقيب على التقرير.
من جانب آخر، قال مسؤولان أوكرانيان اليوم الجمعة، إن الجيش الأوكراني لم ينشر صواريخ أثناء القتال مع المتمردين الموالين لروسيا في شرق البلاد وإن الطائرة الماليزية التي أسقطت هناك كانت خارج نطاق أنظمته.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن في أوكرانيا "أندريه ليسينكو": "لم يستخدم أي صاروخ من صواريخ ترسانتنا"، فيما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع "بوهدان سينيك"، إن "الطائرة كانت خارج نطاق أنظمة صواريخ الجيش الأوكراني المضادة للطائرات"، مضيفًا: "لم تنشر صواريخ مضادة للطائرات أثناء عملية مكافحة الإرهاب.. كلها في مكانها".
وأعلن رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، "ديدييه بوركهالتر"، أن المنظمة تبحث مع الإنفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا فتح ممر آمن للمحققين الدوليين ليتمكنوا من الوصول إلى موقع تحطم الطائرة الماليزية إم إتش 17.
في غضون ذلك هدد وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف"، بأن بلاده سترد في حال استهداف أراضيها بصواريخ أوكرانية "من خلال تدمير نقطة إطلاق الصواريخ"، وقال "لافروف" لقناة "روسيا 24" التلفزيونية: "لقد سبق أن حذرنا أننا وفي حال استمر الأمر سنتخذ الإجراءات الضرورية، وإذا تبين من الواضح أن الأمر تم بشكل متعمد أنا مقتنع بان علينا تدمير نقطة الإطلاق".
وتملك القوات الروسية والأوكرانية على السواء نظام صواريخ أرض – جو متوسطة المدى من طراز "بوك"، يشمل صاروخي إس إيه -11 وإس إيه -17، القادرين على بلوغ أهداف على ارتفاع 25 كيلومترًا، والطائرة الماليزية كانت تحلق على ارتفاع حوالي عشرة كيلومترات.
وأفاد مراسلون لوكالة "فرانس برس"، وصلوا إلى مكان سقوط الطائرة، حيث انتشر جنود من القوات الانفصالية الموالية لروسيا ومسعفون؛ أن عددًا كبيرًا من جثث الركاب توزعت في المنطقة، وسط غياب أي مؤشر على نجاة أي من الركاب، حسب ما قالوا.
وشوهدت قطع من هيكل الطائرة بينها الذيل وشعار الشركة الماليزية، إضافة إلى حقائب الركاب، منتشرة فوق منطقة واسعة في قرية "غرابوف" قرب مدينة "شاختارسك" في منطقة "دونيتسك".
وكانت الخطوط الجوية الماليزية أعلنت أنها فقدت الاتصال بطائرة الـ"بوينغ 777" وعلى متنها 295 راكباً والآتية من "أمستردام" في طريقها إلى "كوالالمبور"، مشيرةً إلى أن الموقع الأخير الذي عرف لها، كان فوق أوكرانيا.
واختفت الطائرة عن الردارات وهي على علو 10 آلاف متر، وسقطت قرب قرية "غرابوف"، بحسب ما أعلنت الإدارة المحلية، مشيرةً إلى أن عدد القتلى لم يحدد بعد.
وأعلن رئيس جهاز المراقبة الجوية الأوكرانية "دميترو بابيتشوك"، أن طاقم الطائرة الماليزية لم يُبلغ عن أي مشكلة أثناء تحليقها فوق أوكرانيا.
وتحدثت "كييف" عن احتمال عمل إرهابي وراء الحادث، حيث قال الرئيس الأوكراني "بترو بوروشنكو" في بيان له: "لا نستبعد أن تكون الطائرة الماليزية أسقطت، ونؤكد أن القوات المسلحة الأوكرانية لم تطلق النيران باتجاه أي أهداف في الجو".
وكرر "بوروشنكو" إلقاءه اللوم على روسيا، وتحميلها مسؤولية إسقاط طائرة مقاتلة من طراز "سوخوي ـ 25" الأربعاء الماضي، وطائرة نقل عسكرية من طراز "انطونوف ـ 26" الاثنين، على مقربة من الحدود الروسية، إلا أن روسيا نفت ذلك.
وكتب وزير الدفاع في جمهورية "دونيتسك"، "إيغور ستريلكوف" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن الانفصاليين أسقطوا طائرة نقل عسكرية أوكرانية من طراز "إن ـ 26" في الوقت نفسه تقريبًا، وفي المنطقة التي تحطمت فيها الطائرة التجارية الماليزية.
