استقبل المصريون إفطار اليوم الأول في العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم، على فاجعة استشهاد 21 جندي من قوات حرس الحدود المصرية وإصابة 4 في منطقة الكيلو 100 الفرافرة ، في محافظة "الوادي الجديد".
وأفادت مصادر أن هذا الحادثة وقعت في وضح النهار و"بدم بارد"، حيث حدث الاعتداء عقب صلاة العصر مباشرةً، والمتهمون فيها "مهربون"، دون تحديد اختصاص تهريبهم.
هذا ولم تكن تلك الحادثة الأولى، إذ قام المهربون في نفس المكان منذ شهور قلائل بقتل عناصر دورية كاملة مكونة من خمسة جنود وضابط بالقوات المسلحة وتم التمثيل بجثثهم.
ويؤكد جنود بحرس الحدود، أجرى معهم مراسلنا لقاءً عقب الحادث، أنّ القوات المسلحة هي المتحملة لمسؤولية الحادث، حيث تكرر الحادث بنفس الطريقة منذ شهور.
وحسب قول أحد الجنود، فإن الكارثة تكمن في رد فعل القوات المسلحة، وقيادات حرس الحدود، إذ تمّ إرسال إشارات الإغاثة من قبل جنود النقطة العسكرية، وقت حدوث الاعتداء مباشرةً، عقب صلاة العصر، فيما لم تستجب القيادات إلا بعد الإفطار، وكان المعتدون قد لاذو حينها بالفرار، وهو الأمر الذي يضع القيادات التي تأخرت في الاستجابة للاستغاثات، تحت طائلة المسائلة القانونية، بخاصة أنه حتى بعد الاستجابة لم يتم إرسال أي مروحية للبحث عن مرتكبي المذبحة، وذلك حسب الجنود.
يقول أحد الجنود لـ"رصد": "كان من المفترض استيعاب أن التسليح والقوة الموجودة ليست كافية لحماية حرس الحدود، عقب مقتل 5 جنود قبلاً، وأن قوة المهربين والأسلحة التي يمتلكونها تفوق ما يمتلكه جنود حرس الحدود مئات المرات"، ويقول آخر: "احنا بنتقتل في الصحراء والقيادات تحت التكييف".
الجنود يؤكدون على أنّ الأمر بعيد عن كونه "إرهاب" بالمفهوم الذي تتناول سلطات الانقلاب والقوات المسلحة، الأمر به، فثمة العديد من الأخطاء والتجاوزات والإهمال الذي تغض قيادات القوات المسلحة الطرف عنه، ومنذ الحادثة الأولى التي أودت بأرواح 5 من جنود حرس الحدود، ولا أنباء عن أي تحقيقات، فضلًا عن تدارك الأخطاء التي أدت لوقوع مثل هذا الحادث، الأمر الذي جعله يتكرر مرة أخرى.
"اللي بتعمله القيادات في حادث زي ده إنها تلصقه بالإرهاب، وتتجاهل كل ما فيه من تجاوزات وإهمال وأوراح تزهق.. ومفيش تحقيق حقيقي للكشف عن الفاعل"، يقول أحد الجنود خاتمًا حديثه مع مراسل "شبكة رصد".
يذكر أن الاعتداء أودى بحياة 21 جنديًا في حرس الحدود، وإصابة 4 آخرين، في حي أنّ جنود حرس الحدود استطاعوا إسقاط 3 فقط من المهربين المعتدين، بالأسلحة "الهزيلة" كما وصفها أحدهم.
