أدانت الكنيسة القبطية المصرية "تهجير" مسيحيي الموصل شمالي العراق، وقالت في بيان مقتضب "تدين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بشدة تهجير وإزاحة أبناء العراق من المسيحيين في الموصل، وما يتعرضون له من عنف وظلم، وهو الأمر الذي يحدث لأول مرة في تاريخ العراق، ونصلي إلى الله من أجلهم ومن أجل عراق موحد يساوي بين كل أتباعه على اختلاف عقائدهم".
وكان البطريرك لويس ساكو، بطريرك بابل للكلدان، قال إنه "لأول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل الآن من المسيحيين"، مضيفًا أن "العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك وأربيل" في إقليم شمال العراق، الذي يتمتع بالحكم الذاتي.
وأشار إلى أن مغادرة المسيحيين وعددهم نحو 25 ألف شخص من ثاني أكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها إلى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم "الدولة الإسلامية" (الشهير بداعش) الذي يسيطر على المدينة منذ أكثر من شهر بيانًا يطالبهم بتركها.
وعلق المطران سعد سيروب، رئيس أساقفة بغداد للكلدان، في تصريحات صحفية على تخيير "الدولة الإسلامية" ما تبقى من مسيحيين في مدينة الموصل بين إشهار إسلامهم أو دفع الجزية أو تركها دون حمل أية أمتعة أو مقتنيات، بالقول "إن الكلام يعجز عن وصف ما حدث، إننا مذهولون حقًا".
وتابع: "المسيحيون يعيشون في الموصل منذ قرون عديدة، وقد تم فجأة إلقاءهم بعيدًا عن مدينتهم ووطنهم وحياتهم، ونحن قلقون حقًا بشأن مستقبل المسيحيين في هذا البلد، فلم يحدث أبدًا في السابق أن طُرد المسيحيون من منازلهم كما لو أنهم لا يمتلكون أية حقوق"، لكن "للأسف هذا هو واقع الحال اليوم في العراق، وفي الموصل بشكل خاص".
وتقول مصادر صحفية عراقية إن عدد المسيحيين في الموصل لا يتجاوز بضع مئات، وذلك بعد نزوح الآلاف منهم خلال السنوات العشر الماضية، وازدادت حركة النزوح بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" ومسلحون سنة متحالفون له عليها يونيو الماضي.
وأمهلت "الدولة الإسلامية" في الموصل، أحد أبرز معاقل التنظيم في العراق، المسيحيين المتواجدين في المدينة حتى ظهر اليوم السبت، لبيان موقفهم من "الدولة"، وذلك في الوثيقة التي أصدرها وألقيت خلال خطب الجمعة في مساجد المدينة.
ووضع التنظيم ثلاث خيارات أمام المسيحيين في الموصل وهي إما مغادرة المدينة، أو إعطائهم عهد الذمة (أي دفع الجزية مقابل الأمان) أو إعلان الإسلام.
ويعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" ومسلحون سنة متحالفون معه على أجزاء واسعة من محافظة نينوى (شمال) بالكامل من بينها مدينة الموصل، في العاشر من يونيو الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد.
وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين (شمال) ومدينة كركوك في محافظة كركوك (شمال) وقبلها بأشهر مدن الأنبار غربي العراق.
فيما تمكنت القوات العراقية من طرد المسلحين وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات بعد معارك عنيفة.