تدور الآن 5 أحداث تتسم بالعنف تجرّ العالم للدخول في حالة طوارئ مفتوحة، فضلًا عن إرباكها لحسابات الجميع، وتأثيرها السلبي على العلاقات السياسية بين الدول بعضها البعض من ناحية، وعلى الاقتصاد من ناحية أخرى، وخلال هذا التقرير نحاول رصد الأحداث الـ5، وهي:
العدوان الصهيوني
بدأت قوات الاحتلال الصهيوني في تنفيذ عملية عدوان عسكري، تحت اسم "الجرف الصامد" ضد قطاع غزة، والتي جرّت حربًا قوية بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية وعلى الرأس منها كتائب "الشهيد عز القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وكان العدوان قد بدأ فعليًا يوم 8 يوليو 2014، فيما قامت كتائب "القسام" بالرد فيما قالت إنها معركة "العصف المأكول"، وحركة "الجهاد الإسلامي" بجناحها العسكري، كتائب "سرايا القدس" بعملية "ألبنيان المرصوص"، وذلك بعد موجة عنف تفجرت مع خطف وتعذيب وحرق الطفل "محمد أبو خضير" من "شعفاط" على أيدي مجموعة مستوطنين في 2 يوليو 2014، وإعادة اعتقال العشرات من محرري صفقة "شاليط" لتبادل الأسرى، وأعقبها احتجاجات واسعة في القدس وداخل عرب 48 وكذلك مناطق الضفة الغربية، بينما اشتدت وتيرتها بعد أن دهس إسرائيلي اثنين من العمال العرب قرب "حيفا"، وتخلل التصعيد قصف متبادل بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة حتى الآن.
وأسفر ذلك عن مقتل 25 جنديًا صهيونيًا، وإصابة العشرات، وأسر جندي اسمه "شاؤؤل أرون"، فيما وصل عدد شهداء غزة أكثر من 500، فضلًا عن مئات الجرحى معظمهم من المدنين العزل.
عمليات "تنظيم الدولة الإسلامية"
تعود جذور تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف في الإعلام باسم "داعش"، إلى جماعة "التوحيد والجهاد" التي أسسها الأردني "أبو مصعب الزرقاوي" في العراق عام 2004 بعد غزوه من قبل الولايات المتحدة الأميركية.
وفي عام 2006 أعلن "الزرقاوي" مبايعته زعيم تنظيم القاعدة السابق "أسامة بن لادن"، ليصبح "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"، كما أعلن في العام ذاته تشكيل "مجلس شورى المجاهدين" بزعامة "عبد الله رشيد البغدادي".
لكن "الزرقاوي" قتل بغارة أميركية في أواسط العام ذاته، فأعلن الرجل الثاني والأقوى في التنظيم، المصري "أبو حمزة المهاجر"، إعلان مبايعتهم (أي أعضاء التنظيم) لـ"أبو عمر البغدادي"، زعيمًا لما أسموه بـ"دولة العراق الإسلامية".
وفي 19 أبريل 2010 قتلت القوات الأميركية والعراقية "أبو عمر البغدادي" و"أبو حمزة المهاجر"، ليكون الخليفة هو الزعيم الحالي "أبو بكر البغدادي"، ويكون "الناصر لدين الله سليمان" وزيرًا للحرب.
ويسيطر التنظيم على 35% من الأراضي السورية ويواجه معركة مع الجيش الحر، إضافة إلى المناطق التي يسيطر عليها في العراق، وهي مساحة كبيرة تقارب النسب السورية وتفوق مساحة لبنان وقطر والكويت.
ويبدو أن التنظيم يعتمد استراتيجية التحالف مع التنظيمات المتشددة، ثم ينقلب عليها لاحقًا لينفرد بالسلطة، كما حدث في سوريا عند بداية الأزمة وتحالفه الوثيق مع القاعدة والجيش الحر، وما جرى لاحقًا من اقتتال عنيف بينهما حتى اللحظة.
ويتكرر نفس المشهد في العراق، بعد أن شكل تحالف واسع مع تنظيمات مسلحة الأخرى، مثل "الجيش الإسلامي"، و" كتائب ثورة العشرين"، و"جيش رجال الطريقة النقشبندية"، للسيطرة على "الموصل"، وأجزاء أخرى من محافظات "صلاح الدين" و"الأنبار"، و"ديالي"، ليعود التنظيم لاحقًا للدخول في صراعٍ، ظهرت بوادره الأولى في القتال الذي جرى مؤخرًا مع "جيش رجال الطريق النقشبندية" و"الجيش الإسلامي"، إضافة إلى عمليات الإعدام التي نفذها التنظيم ضد ضباط بعثيين ومسلحين.
معارك الحوثيين "الشيعة"
معارك الحوثيين (شيعة)، وحزب "التجمع اليمني للإصلاح"، هي سلسلة من الاشتباكات بين "جماعة أنصار الله" ومقاتلين مرتبطين بحزب "التجمع اليمني للإصلاح" بدأت في أكتوبر 2013 في منطقة "دماج" بمحافظة "صعدة" وتوسعت في مناطق أخرى مثل محافظة "عمران" ومحافظة "صنعاء" في اليمن.
وقد تخللت الاشتباكات عدة لجان وساطة من قبل الرئيس اليمني "عبد ربه منصور هادي" ووزارة الدفاع، والمبعوث الأممي إلى اليمن "جمال بنعمر"، وتدخلت ألوية عسكرية موالية لـ"علي محسن الأحمر" للقتال بجانب قبليين مرتبطين بحزب "التجمع اليمني للإصلاح".
وتدور الآن أعنف المعارك بين قبائل "الجوف" تساندهم قوات من الجيش، وبين مسلحي مليشيات جماعة "الحوثي" في مديرية "الغيل" ومناطق "الصفراء" و"براقش" و"حصن آل صالح" من محافظة "الجوف", حيث ما زالت المعارك مستمرة منذ ظهر الجمعة.
محاولات انقلاب "حفتر" في ليبيا
"خليفة حفتر" هو لواء منشق عن الجيش الليبي، يواجه مواجهات مع ثوار ليبيا والجيش النظامي، وبدعم غير مباشر من "عبد الفتاح السيسي" قائد الانقلاب العسكري المصري، وذلك حسب ما يقوله خبراء عسكريون ومراقبون.
وشارك "حفتر"، العقيد الراحل "معمر القذافي" في الانقلاب الذي أوصل الأخير لسدة الحكم عام 1969م، قبل أن يحاول "حفتر" الانقلاب عليه عام 1993م، وكررها في 14 فبراير 2014م في عهد حكومة "علي زيدان"، قبل أن يعيد المحاولة في 16 مايو من العام ذاته، بسيناريو آخر.
وفي صباح الجمعة 16 مايو من العام الجاري شنّت القوات التي تأتمر بأوامر "حفتر"، عملية عسكرية أطلق عليها اسم "كرامة ليبيا" ضد مجموعات إسلامية مسلحة في بنغازي، لتنتقل العملية لاحقًا إلى العاصمة "طرابلس"، وتسفر عن مقتل عشرات وإصابة مئات.
ويقدم "حفتر" نفسه باعتباره قائدًا لما أسمها بـ"الجيش الوطني" و أحيانًا أخرى كـ"منقذ ليبيا" من الجماعات الإسلامية التي يتهما بـ"الإرهاب" و"زرع الفوضى"، مؤكدًا أنه لا يسعى لتولي السلطة وأنه يستجيب فقط "لنداء الشعب"، إلا أنه الآن يقف محاصرًا من الجيش الليبي وثوار ليبا.
أوكرانيا ..حرب على نار هادئه مع روسيا
"حرب على نار هادئة"، بدأت شعلتها عقب ما يسمى بـ"الثورة الأوكرانية" في 2014، والتي أطاحت بالرئيس "فيكتور يانوكوفيتش" وحكومته؛ حينما تظاهر محتجون، معظمهم ينتمي للقومية الروسية، اعتراضًا على الأحداث الجارية في "كييف" وطلبًا للمزيد من التكامل مع روسيا، بالإضافة إلى حكم ذاتي موسع أو استقلال لإقليم "القرم" عن أوكرانيا، وعلى الجانب الآخر تظاهرت جماعات إثنية أخرى لتأييد "الثورة".
وفي 27 فبراير، احتل مسلحون يرتدون ملابس عسكرية روسية منشآت ذات أهمية في "القرم"، مثل البرلمان القرمي ومطارين، واتهمت "كييف" "موسكو" بالتدخل في شؤونها الداخلية، بينما أنكر الطرف الروسي هذه "الإدعاءات".
وفي 1 مارس من العام الجاري، وافق مجلس الاتحاد الروسي بالإجماع على طلب الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" استخدام القوات الروسية في "أوكرانيا".
أما في 2 مارس، فاستدعى مجلس الأمن القومي الأوكراني كامل قوات احتياط القوات المسلحة، حيث تصاعد التوتر في "القرم" بين الأطراف المؤيدة لـ"روسيا" والمؤيدة لـ"أوكرانيا"، ما استجلب ردود فعل من حلفاء "أوكرانيا" الغربيين، إذ وصف وزير الخارجية الأمريكي التصرفات الروسية بأنها "عمل عدائي لا يصدق"، ومفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي دعت روسيا إلى "التعبير عن وجهة نظرها بسلمية".
وفي نفس السياق ولكن من جانب مختلف، وقعت فاجعة، الخميس الماضي، بسقوط طائرة ماليزية، على متنها 298 شخصًا بينهم 154 هولنديًا و17 أستراليًا، حيث تحطمت في منطقة يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لـ"روسيا" في شرق "أوكرانيا"، ليتبادل الانفصاليون و"كييف" الاتهام بإسقاطها، مع ترجيح مسؤولين أميركيين إصابتها بصاروخ أرض ـ جو، وتبادل الطرف الروسي والأوكراني الاتهامات حتى وصلت إلى التهديدات بالحرب بين الطرفين.
ورجح عسكريون أن سقوط الطائرة يأتي في مصلحة "أوكرانيا"؛ نظرًا لأن الطائرة تقع في منطقة يسيطر عليها الانفصاليون الموالين لـ"روسيا"، ويمتلكون منظومة صواريخ يمكنها إسقاط طائرات من ارتفاع عالية كما كانت عليه الطائرة الماليزية.