بعد حدوث زلزلان في اقل من اسبوع في شهر رمضان، كان اخرهما الزلزال الذي شعر به اهالي القاهرة والجيزة والسويس، والذي تسبب في اصابة المواطنين بالفزع والهلع نظرا لشدة الزلزال الذي بلغ 4.7 ريختر، أمس.
ظاهرة تكرار الزلازل خلال أسبوع واحد- التي بدت غريبة على المواطنين- أثارت مخاوف خبراء، إذ اعتبروها ظاهرة تنذر بكوارث طبيعية قادمة.
مناطق الزلازل
فكما يقول حاتم عودة، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن الزلزال الأول والثاني وقعا في منطقة "وادي حجول" بالسويس، وهذه المنطقة تعد منطقة زلازل في مصر، وتتكرر فيها الزلازل بشكل شبه سنوي، ولكنها دائما لا تشكل تهديدًا على الأرواح أو الممتلكات بسبب ضعف درجاتها، ولكن في حالة ارتفاع درجة الزلزال لمعدل أكبر من ذلك، فإن النتيجة ستكون كارثية بسبب عدم وجود الوسائل الوقائية للحماية من الزلازل في مصر.
كارثة تهدد بتسونامي ومصر غير مستعدة
وكشف الدكتور أحمد بدوى، رئيس الشبكة القومية للزلازل، ومستشار إدارة الأزمات والكوارث بمركز معلومات دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء، ان هناك ازدياد في النشاط الزلزالى فى منطقة شمال البحر المتوسط، ومن الناحية العلمية فإذا تجاوزت قوة الزلزال 6.75 درجة بمقياس ريختر فإنه يؤدى لموجات تسونامى خلال 40 دقيقة من وقوعه، مشيرًا إلى أن منطقة شمال البحر المتوسط تعرضت فى أكتوبر الماضى لزلزال قوته 6.5 درجة مما يهدد بقرب حدوث زلزال مدمر في مصر.
وأشار رئيس الشبكة القومية للزلازل إلى أن الاحتياطات التى تتخذها المدن الساحلية بشأن حماية شواطئها وسواحلها من الأمواج هى إجراءات غير كافية، لأن أمواج التسونامى تتراوح بين 3 إلى 4 أمتار، ويمتد تأثير هذه الموجات بامتداد من 120 مترًا إلى 200 متر من السواحل، وهو ما يجعل مناطق فى الإسكندرية تتضرر بشدة، لأن ارتفاع اليابسة عن البحر يتراوح من 50 سنتيمترا إلى متر واحد فقط، بالإضافة إلى تضرر مناطق رأس البر، وجمصة، وبلطيم، والبرلس، وسهل الطينة فى سيناء، وغيرها، وهى مأهولة بالسكان، الذين يصل لنحو 18 مليون نسمة.
وللتقليل من مخاطر تعرض مصر لتسونامى، اقترح الدكتور أحمد بدوى أن يتم التدريب على خطة التعامل والإخلاء فى الوقت المناسب وتوفير الأماكن البديلة عند الإخلاء والتدخل فى قاع البحر نفسه من خلال حواجز تساعد على كسر الأمواج وتقليل ارتفاعها للنصف، وأن يكون الدور الأرضى فى العقارات أعمدة بدون حوائط وهى أعمدة تحميل تساعد على مقاومة الموجات.
وكشف بدوى عن أن الحكومات السابقة، نظرًا للظروف السياسية التى مرت بها البلاد لم تلتفت لهذه الكارثة، ولم يتم تنفيذ أية خطوات أو تدابير احترازية لمواجهة هذه الأزمة.
وقال الدكتور محمد الجبرى – أستاذ الزلازل بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية والبراكين – إنه توجد مناطق نشطة زلزاليًا بمصر، يحدث بها زلازل على فترات متباعدة، وإن الشبكة القومية للزلازل بالمعهد تعمل على مدى 24 ساعة يوميًا كى ترصد جميع المناطق في مصر، وترصد حدوث أي زلزال.
وأضاف الجبرى، أن المناطق النشطة زلزاليًا، تشمل "أسوان، ودهشور، ونطاق القاهرة والسويس، وخليج العقبة، وجنوب وشمال خليج السويس".
وأوضح أن أكثر المناطق خطورة في النشاط الزلزالى هي خليج العقبة؛ لوجود الحزام الزلزالى به.
وعلى صعيد آخر اعتبر خبراء آخرين، إن الزلازال التي وقعت في السويس مجرد حادث عارض لا يمكن اعتباره ظاهرة، وذلك بسبب وقوع مصر في منطقة آمنة بعيدة عن حزام الزلازل.
فكما يوضح جاد عبد الله، الباحث بمعمل الشبكة القومية للزلازل، فإن الزلزال مثله مثل بقية الزلازل في مصر، ولا يعتبر مقدمة لأي زلازل أو فيضانات قادمة، فحتى البحوث العالمية لم تتحدث عن زلازل بدرجات مرتفعة خلال الفترة القادمة.
وأشار عبد الله إلى أن فروع الشبكة تنتشر في كافة محافظات مصر مسجلةَ الهزات الأرضية التي تقع ومن ثم تُجمع البيانات ويُحسب متوسط قراءات فروع الشبكة للوصول إلى القوة الصحيحة للهزة الأرضية، ولا يوجد أي قراءة حالية يمكن أن تثير المخاوف.