وكأنها إشارة ضوء أخضر لقصف الاحتلال الصهيوني لمدرسة أطفال بـ"غزة"، فبعد ساعاتٍ من تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" عن جزعه وغضبه، حينما لمح بوضع صواريخ في مدرسة بقطاع "غزة"، في مدارس (أونروا)، قصفت قوات الاحتلال الصهيوني مدرسة أطفال بـ"غزة"، تابعة لمنظمة "الأونروا"، واسفر ذلك عن وقوع قتلى ومصابين.
وقال "بان كي مون"، في بيانٍ أصدره المتحدث الرسمي باسمه أمس الأربعاء: "أشعر بالغضب والأسف لوضع أسلحة في مدرسة تديرها الأمم المتحدة، لأن المسؤولين عن هذا الأمر يحولون المدارس، بفعلتهم هذه، إلى أهداف عسكرية محتملة، ويعرضون حياة الأطفال الأبرياء، وموظفي الأمم المتحدة، وأي شخص يلتجأ إلى هذه المدارس للخطر".
وأشار إلى أن "وضع صواريخ في إحدى المدارس بقطاع غزة لا يتفق مع قرار مجلس الأمن 1860 (2009)، الذي يدعو إلى منع تهريب الأسلحة"، على حد قوله.
وقال إن "الأمم المتحدة ستتخذ إجراءات متضافرة لزيادة اليقظة في منع هذه الحالات من الحدوث مرة أخرى"، لافتًا إلى أنه طلب من إدارة شؤون السلامة والأمن، ودائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، تطوير وتنفيذ خطة أمنية فورية وفعالة لمعالجة سليمة وآمنة لأية أسلحة اكتشفت في أماكن عمل الأمم المتحدة.
ودعا الأمين العام "من لديه نفوذ على الجماعات المسلحة"، إلى أن يبعث رسالة واضحة مفادها بأن هذا أمر "غير مقبول".
في المقابل، نفت وزارة الداخلية الفلسطينية، وجود "أي عتاد عسكري أو صواريخ" في أحد المدارس التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع "غزة".
ولكن عصر اليوم الخميس، قتل 15 فلسطينيًا، وأصيب نحو 200 آخرون، في قصفٍ مدفعي إسرائيلي طال المدرسة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، شمالي قطاع "غزة".
وقال "أشرف القدرة"، الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، لوكالة "الأناضول" إنّ 15 فلسطينيًا، قتلوا، فيما أصيب نحو 200 آخرين (بجراح متوسطة وخطيرة) معظمهم من النساء والأطفال، جراء القصف الإسرائيلي، لمدرسة "بيت حانون" إحدى مدارس الإيواء التابعة لوكالة (أونروا)، شمالي القطاع.
وقال شهود عيان إنّ "أشلاء الأطفال والنساء تناثرت في المدرسة التي كانت تأوي عشرات العائلات التي دمر الجيش الإسرائيلي منازلها منذ بداية الحرب الإسرائيلية في السابع من الشهر الجاري".
ومن جانبها استنكرت حركة "حماس"، استهداف المدرسة، وقالت على لسان الناطق باسمها "فوزي برهوم"، في تصريحٍ صحفيٍ، تلقت وكالة "الأناضول" نسخةً منه، إن "إسرائيل ترتكب جريمة حرب بشعة، وتستبيح المؤسسات الدولية".
واعتبرت الحركة، ما قامت به إسرائيل، "تجرؤ خطير على الدم الفلسطيني"، متوعدةً أنه "لن يمر دون حساب".
والجدير بالذكر أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"؛ قد أعلنت أن 7 مباني تابعة لها، بينها 5 مدارس، تضررت خلال الـ 24 ساعة الماضية في قطاع "غزة" الفلسطيني.
وأوضحت الوكالة في بيانٍ لها، اليوم الخميس، أن 84 بناءً من التي تستخدمها الوكالة تضررت جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، منذ الأول من حزيران/ يونيو الماضي، مشيرةً إلى أن عدد القتلى والنازحين المدنيين ازداد بشكلٍ حاد؛ اعتبارًا من إعلان الوكالة حالة الطوارئ وحتى اليوم.
وذكرت البيان أن 117 ألف و468 فلسطينيي لجؤوا إلى 77 مدرسة تابعة للوكالة، مبينةً أن عدد القتلى في أوساط الفلسطينيين وصل إلى 656 قتيل، 74 منهم قضوا في الـ24 ساعة الأخيرة، فيما بلغ عدد المصابين 4120 شخصًا بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
ويعيد بنا قصف مدرسة غزة نفس المشهد ونفس الاحتلال، ولكن في تاريخ مختلف ومكان مختلف، حينما عمق الصهاينة هجمومهم على "مصر"، في صباح الثامن من أبريل عام 1970 م، حيث قصفت طائرات من طراز "فانتوم" مدرسة "بحر البقر" المشتركة بمركز "الحسينية" في محافظة "الشرقية" ، ما أدى إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تمامًا.