رغم ادراكه أن يسير في اتجاه ملئ بالمخاطر والدماء والعنف، يصر على استكمال السير في ذلك الطريق، بحثًا عن "لقمة العيش"، ووسط كل ذلك، هناك نحو 10 آلاف مصري يقفون على معبر "رأس جدير" الحدودي، ولا يستطيعون دخول تونس حتى يعودوا إلى مصر.
ووصلت إلى مطار القاهرة، اليوم الخميس، طائرة قادمة من "تونس"، وعلى متنها 319 مصريًا قادمًا من "ليبيا"، وذلك هربًا من الأجواء المتوترة هناك.
يذكر أن هذه الرحلة الأولى التي سيرتها مصر للطيران لمطار "جربا" التونسي، رقم 3001، والتي أقلعت في تمام الساعة 7 مساء أمس، الأربعاء، من مطار "القاهرة"، ووصلت مطار القاهرة اليوم.
وفي الشهور السابقة ارتوت أرضي "ليبيا" بدماء العشرات من المصريين، آخرها السبت 26 الشهر الجاري، قتل 23 عاملاً مصريًّا، إثر سقوط صاروخ على مسكنهم بالعاصمة الليبية "طرابلس"، في الوقت الذي يتواصل فيه قتال عنيف حول مطار "طرابلس" الدولي بين مليشيات متناحرة، يعدّ الأسوأ منذ الإطاحة بالعقيد "معمر القذافي"، قبل ثلاث سنوات.
سبع جثث
وفي يناير العام الجاري، تمّ العثور على 7 جثث مصريين قُتلوا في منطقة "الجروثة"، غرب مدينة "بنغازي" الليبية رميًا بالرصاص، فمنذ ثورة 17 فبراير الليبية، لقي 37 مصريًا مقتلهم خلال الاشتباكات الدائرة بين المتظاهرين المطالبين برحيل العقيد "معمر القذافي"، والأمن الليبي.
وفي نفس اليوم أيضًا، قام مسلحون بمدينة "إجدابيا" الليبية اليوم، بتوقيف أكثر من 100 شاحنة مصرية، عند البوابة الشرقية لمدينة "إجدابيا"، ومنعها من الدخول إلى الأراضي الليبية.
وفي 30 ديمسبر 2012، استهدف انفجار كنيسة قبطية قرب مدينة "مصراتة" الليبية، الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق "طرابلس" العاصمة، ما أدى إلى مقتل مصريين وإصابة اثنين آخرين بجروح، وفق ما أعلن القنصل المصري.
مجموعة مسلحة
وفي مطلع أكتوبر 2013، اعترضت مجموعة مسلحة ليبية شاحنات يقودها سائقون مصريون بمنطقة "إجدابيا"، وذلك احتجاجًا على سجن السلطات المصرية عددًا من الليبيين، اثنان منهم من "إجدابيا"، واحتجزت المجموعة 74 سائقًا مصريًا، لمطالبة "القاهرة" بالإفراج عن الليبيين المحكوم عليهم في مصر، مقابل إطلاق الرهائن.
العثور على جثث
وفي 29 أكتوبر، تم العثور على جثتين لمصريين لقيا مصرعهما في شرق "ليبيا"، بعد أن عبرا الحدود بين البلدين بشكل غير شرعيّ.
وكانت السلطات الليبية قد تمكنت في نوفمبر 2013 من العثور على 47 مصريًا ضمن الـ60 مصريًا الذين فقدوا في الصحراء، وكذلك على جثتين وشخص ثالث على قيد الحياة، من إجمالي 60 مصريًا، دخلوا "ليبيا" عن طريق الهجرة غير الشرعية عبر الحدود المصرية.
عشرات المتسللين
وفي 23 من يناير 2014، سلّمت السلطات الليبية جثة مواطنين مصريين عُثر عليهما مقتولين بالقرب من مدينة "طبرق" الليبية شرقي البلاد، كانا ضمن قافلة تضم عشرات المتسللين للحدود بطريقة غير شرعية، تخلى عنهما الوسطاء وتركوهما في الصحراء بلا طعام ولا شراب ولا مأوي، فكان مصيرهم الهلاك.
اختطاف
وأعلنت وزارة الخارجية الليبية في 25 من يناير الماضي اختطاف الهلالي الشربيني، الملحق الثقافي المصري بسفارة مصر في العاصمة الليبية "طرابلس"، بالإضافة إلى 3 موظفين بالمركز الثقافي، على يد مسلحين مجهولين.
ضغوط الحياة
ويقول "أشرف حامد"، أحد أبناء "الفيوم" الذين يسافرون إلى ليبيا لـ"رصد"، أنا ومن مثلي من الآلاف المصريين، نسافر إلى ليبيا بحثًا عن لقمة العيش، التي فقدناها هنا، كما أن ليبيا تتميز بأن اجراءات السفر إليها سهلة.
كما أشار "حامد" إلى أن تراجُع فرص العمل وارتفاع تكاليف العيش وضغوط الحياة اليومية دفعت آلافًا مثله لخوض مغامرة السفر إلى "ليبيا"، سواء بطريقة شرعية أو من خلال التهريب.