بعد تولي قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، لرئاسة الجمهورية، عادت تجارة الأعضاء البشرية من جديد بسبب احتياجات المصريين من مأكل وملبس تتلائم مع غلاء المعيشة الذي فرضه عليهم الإنقلابيون.
جناة يستقطبون المواطنين الفقراء الذين يمرون بضائقه ماليه ليقنعوهم ببيع أعضاءهم البشرية مقابل مبلغ مادي للعيش منه.
وبالفعل انتشرت ظاهرة التجارة بالأعضاء البشرية الفترة الماضية بشكل كبير، وأمرت نيابات جنوب الجيزة أمس الأول، بحبس 9 عاطلين كونوا شبكة لتجارة الأعضاء البشرية بمنطقة شارع المأمون بالجيزة، 4 أيام على ذمة التحقيقات معهم بعد أن تبين أن الجناة يستقطبون المواطنين الذين يمرون بضائقة مالية لإقناعاهم ببيع كُلْاهم وأعضاء من جسدهم، مقابل منحهم مبالغ مالية بين 20 و30 ألف جنيه، مؤكدة تحريات المباحث أن الشبكة يتمدد نشاطها فى مناطق متفرقة بأنحاء الجمهورية.
نتيجة للظروف السياسية
أكدت الدكتورة عزة العشماوي الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة ان جريمة الحصول على الأعضاء البشرية بطريقة غير مشروعة انتشرت نتيجة الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية الراهنه.
واشارت الى ان تلك الجريمة زادت خطورتها لعدم توافر بيانات وإحصائيات دقيقة بشأنها لاسيما المعلومات التي توضح ماهية الطرق العلمية المؤكدة لنقل الأعضاء وهو ما أدى إلى بث الرعب والخوف في القلوب، وإنتتشار الشائعات بشأن سهولة نزع الأعضاء البشرية من أي شخص لاسيما أطفال الشوارع، والفئات المعرضة للخطر من المتسللين الافارقة وغيرهم.
دورات تدريبية
وقال المستشار توفيق علام وكيل قطاع حقوق الانسان بوزارة العدل، إن الوزارة ممثلة في قطاع حقوق الإنسان تولى ملف الإتجار بالبشر أهمية خاصة ، من خلال تنظيم دورات تدريبية منتظمة للقضاة وأعضاء النيابة على سبل التعامل القانوني السليم في تلك النوعية المستحدثة من الجرائم ، بالإضافة إلى دورات تدريبية لعناصر أخرى ذات الصلة بنظام العدالة كالأطباء الشرعيين والاخصائيين الاجتماعيين ، وذلك بهدف نشر ثقافة قانونية ومعرفة عامة تساعد في مكافحة هذه الجرائم بأنماطها المتعددة ، بالإضافة إلى التعاون مع المنظمات الدولية المعنية بمكافحة الجريمة ، وذلك لما لهذه النوعية من الجرائم من أبعاد دولية واضحة.
نتاج احتياج
واشار الدكتور رشاد برسوم عضو اللجنة العليا لزراعة الأعضاء الى أن ظاهرة بيع الأعضاء هي نتاج احتياج المريض لنقل الأعضاء أو زرعها حتي يتمكن من الاستمرار في الحياة علي أكمل وجه.
ولفت الى ان الظاهرة لها العديد من الجوانب منها الجانب الأمني ومحاسبه من يخترق القانون المنظم لتلك الظاهرة، والبعد الاقتصادي الذي يكمن في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمرضى، والبعد الطبي وضرورة التركيز علي التبرع من حديثي الوفاه لأن التبرع من الأحياء يكفي فقط 30% من الحالات التي تحتاج الي زرع أو نقل الأعضاء.
الضبط مصادفة
وقادت المصادفة رجال الأمن أول أمس للكشف عن شبكة الاتجار فى الأعضاء البشرية، حيث قدم أحد الأشخاص، ويعمل فى مقهى، بلاغًا إلى رجال الشرطة يفيد بتحويل مجموعة من سكان شارع المأمون شقتهم بالعقار رقم 23 إلى وكر لبيع الأعضاء البشرية، ودفع مبالغ مالية لراغبى التنازل عن أجزاء من أجسادهم، ودلت التحقيقات على أن صديق الشخص صاحب البلاغ، أحد ضحايا عمليات النصب، وقام ببيع إحدى كليتيه مقابل 20 ألف جنيه، بينما حصل على 5 آلاف جنيه، فأرشد الشرطة عن أفراد عصابة الاتجار فى الأعضاء البشرية.
واعترف المتهمان الأول والثانى بمشاركة «سليمان. ع»، وآخر شهرته تفاحة، فى شراء الكُلى نظير مبالغ مالية، فطلبت النيابة ضبطهما وإحضارهما. وأكد المتهمان خلال التحقيقات أنهما طلبا من باقى المتهمين البحث عن المواطنين الراغبين فى بيع أعضائهم البشرية، وإغراءهم بمبالغ مالية.
