ميداليات على هيئة بنادق ورشاشات ، رسومات جدارية على هيئة صواريخ وطائرات ، أطفال يصنعون من الأوراق والأشغال اليدوية بنادقهم ، كل تلك المشاهد لن تراها سوى بفلسطين، حيث شكلت المقاومة الفلسطينية خاصة بالحرب الأخيرة حالة من الفخر والتباهي بما وصلت إليه كتائب القسام من تطور ، فصار رجال القسام قدوة ومثل أعلى لأطفال غزة وأبناءها.
فبينما تمر بين شوارع فلسطين بعد حالة من الدمار الشامل في بعض الأحياء ، تجد مجموعة من الأطفال يمرحون ويلعبون بعد ما عاشوا حالة من الرعب تحت القذف، ولكن اختلفت طريقة لعبهم في تلك المرة ، فترى أحدهم وهو يمشى رافعاً بندقية من الورق ملثم بقطعة قماش ، بينما آخرون يختبئون متقمصين دور الصهاينة، بينما ينقض عليهم ويقتلهم .
بينما تجد ثلاثة أطفال عاكفين على مجموعة أوراق يجهزوا لخطة تطوير لأسلحتهم ، فتجد أحدهم يتكلم بلسان رجل ويقول : أنا سأصنع صاروخ يدمر تل أبيب ، وتجد أخر "أنا سأكون في فريق الكوماندوز مثلما كان رجال القسام" ، وتجد أخر يقول "أنا سأكون من بين صانعي طائرات سريعة دون طيار" ، لتتأكد حينها أن رجال المقاومة الفلسطينية قد زرعوا داخل تلك الأطفال حباً للدفاع عن أرضهم وعرضهم وكانوا مثلا وقدوة لهم .
أما عن هؤلاء الأطفال الذين يمروا في كل الأراضي التي سقطت بها صواريخ العدو فيجمعون أشلائها ويحتفظون بها ويصنعون منها ألعاباً، ودمى، بينما يأسر آخرون طفل يتقمص دور "شاؤول" باكياً خوفاً من أسره بين جنود حماس.
وفى مشهد بعيد عن أطفال العالم الذين قلما ما تجدهم ملتفين حول شاشة التلفاز لسماع خطاب سياسي ، تجد أطفال فلسطين منتظرين وبشوق خطاب كتائب القسام أو خطاب "أبو عبيدة" الناطق الرسمي باسم كتائب القسام، أكثر من خطابات أو مؤتمرات صحفية يتم إجراؤها في "بلدان أخرى"، فهذا دليل على أن الثقة كبيرة بهذا المجاهد التي يتمتع بكاريزما عالية رغم أننا لم نتشرف بعد بمعرفة وجهه، و مؤشرا أيضا على أن القول الفصل هو للمجاهدين على الأرض .
