قال الباحث الامريكي ذو الأصل اللبناني، رامي خوري، مدير "معهد عصام فارس" للسياسات العامة والشؤون الدولية، خلال حوار له مع شبكة "CNN" الأمريكية، اليوم الأربعاء، إنه لا يمكن القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، مادامت هناك أنظمة عربية فاسدة، ومستبدة، تحكم الشرق الأوسطأ لأنها السبب الرئيسي في خلق هذا التنظيم بظلمها وجرائمها.
وأكد "خوري" أن وقف "داعش سيتطلب تغيير كافة الأنظمة الديكتاتورية الفاشلة، وكذلك الأنظمة الملكية التقليدية، التي تتحالف مع أمريكا، مشيرًا إلى أن هذه التنظيمات ولدت في سجون السعودية والأردن وتونس ومصر، خلال العقدين السابع والثامن من القرن الماضي، ولتخرج أفرادها يقاتلون السوفيت في أفغانستان، وهم يعتبرون أنفسهم في مواجهة دفاعية لحماية المجتمعات الإسلامية، وعندما سيتعرضون للهجوم من الأجانب فسيردون بمهاجمة الأجانب، وهذا واضح جدًا، بحسب وصفه.
وأوضح إن مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية غير ممكنة، حتى يتم تغيير ما وصفها بـ"الأنظمة الديكتاتورية الفاشلة والملكيات التقليدية" في الشرق الأوسط، معربًا عن اعتقاده بصعوبة تطوير طريقة لمواجهة التنظيم في دول مثل السعودية؛ بسبب "المشتركات الفكرية" مع الحركة الوهابية.
وأضاف "خوري" أن التحدي الرئيسي يكمن في بعض أقرب حلفاء الولايات المتحدة، مثل السعودية؛ يتبنى طروحات إسلامية مماثلة وهي "الوهابية"، وهي رغم اختلافها الشديد عن طروحات التنظيمات المقاتلة الحالية، إلا أنها تشترك معها في الأصول الفكرية، فالسعوديون يظهرون في كل مكانٍ، في هجمات 11 سبتمبر، وفي التنظيمات المقاتلة بالمنطقة، وبالتالي من الصعب توقع أن تقوم تلك الدول نفسها -التي سمحت سياساتها بنمو وتطور تلك الحركات المتشددة- بمحاربتها.. هي بالطبع تحاول، حيث قامت السعودية، الثلاثاء، باعتقال العشرات من المتهمين بنشاطات إرهابية، واتهامهم بأنهم خلايا نائمة كانت تخطط لعمليات، وهذا صحيح على الأرجح، بحسب ما يرى "خوري".
