استيقظ مبكرًا كباقي الأطفال، ارتدى ملابسه، وتناول فطوره، وأخذ أدواته، وذهب إلى غرفة أبيه ليقبل يده قبل الرحيل كما تعود، ولكنه لم يجده فهو تحت التراب أو خلف الأسوار، وقف قليلًا ينظر إلى مكانه الخالي ثم رحل مكسور الخاطر تملأ الدموع عينيه الصغيرة، تدور في خياله أسئلة.
كانت تلك بداية العام الدراسي الجديد، جديدًا على أبناء المعتقلين والشهداء، بملابس وأدوات وكتب دراسية جديدة، غير أنه بلا آباء.
كيف سيبدأ العام بدون أبيه؟، وكيف سيخرج كل يوم دون أن يُقبله؟ بل من سيوقع علي ورقة امتحاناته وعلاماته في المدرسة؟ وماذا سيجيب عن سؤال لماذا لم يحضر معك والدك في لقاء أولياء الأمور؟ لماذا سجن؟ لماذا اعتقل؟، ثم سيسير إلى مدرسته دون أي جواب على هذه الأسئلة.
وعن هذة الأسئلة أجابت أبرار بنت المعتقل هاني صلاح، "أول مرة لا أشعر بفرحة العام الجديد فأبي خلف القضبان بلا ذنب غير أنه صاحب رأي وقضية، حسبنا الله ونعم الوكيل في من حرمني من أبي".
وقالت ابنة الشهيد تامر فوزي، "اذهب إلى المدرسة اليوم، وأبي تحت التراب، كل الأطفال حولي سعداء، إلا أنا، فأبي استشهد لم يعد موجود، السيسي ومحمد إبراهيم هم من قتلوا أبي لذالك ادع عليهم كل لحظة".
وهكذا يبقى الألم الذي يخالط إحساس العام الجديد في قلب كل أم وزوجة أو ابن او ابنة شهيد أو معتقل يقتل أي فرحة، ويجعل الأطفال يتساءلون أثناء نشيد بلادي …أين أبي يابلادي؟!!!