أصيب عشرات الفلسطينيين -فجر اليوم- في اقتحام نفذته قوات الشرطة الصهيونية لباحات المسجد الأقصى واحتجزت خلاله معتكفين، بعدما أطلقت عليهم غازات مسيلة للدموع وقنابل صوت وقطعت التيار الكهربائي عن المسجد.
وقال شهود عيان لـ"الجزيرة نت" إن الاقتحام جرى من الأسوار الواقعة قرب باب السلسلة، وليس من باب المغاربة كما تفعل قوات الاحتلال عادة.
وأفادت "الجزيرة" أن الاحتلال أغلق بوابات الحرم المقدسي وفرض طوقًا أمنيًا في محيطه وداخل البلدة القديمة، لتأمين اقتحام متدينين يهود للحرم بمناسبة احتفالهم بما يسمونه "عيد العرش".
وأضافت أن عشرات المصلين المسلمين اعتكفوا الليلة الماضية في المسجد الأقصى وما زالوا محاصرين فيه، مؤكدا أن أكثر من عشرين منهم أصيبوا جراء عملية الاقتحام.
وكانت هيئات إسلامية، دعت في الأيام الأخيرة إلى النفير والاعتكاف داخل المسجد الأقصى خلال الأيام المقبلة لحمايته، لكن قوات الاحتلال تحاصر المسجد وتمنع المسلمين من دخوله.
فيما نقلت وكالة "الأناضول" عن المتحدث باسم مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو عطا قوله إن عددًا كبيرًا من المصلين أصيبوا خلال الاقتحام.
وناشدت الأقصى للوقف والتراث في بيانها اليوم المؤسسات الإنسانية "التحرك الفوري من أجل توفير العلاج للمصابين داخل المسجد الأقصى، الذين ترفض الشرطة الإسرائيلية إخراجهم".
ودعا البيان "العالم الحر والمؤسسات الدولية" إلى الضغط على الكيان الصهيوني لإخراج المصابين من المسجد القبلي "بعد إطلاق القنابل في داخله وإصابة العديد من المرابطين".
مواجهات مستمرة
وحمّلت المؤسسة الاحتلال الصهيوني المسؤولية عن سلامة المصلين، كما حذرت من خطورة استمرار إطلاق القنابل المسيلة للدموع باتجاههم.
تأتي تلك التطورات بعد يومين من دعوة وجهها موشيه فيغلين نائب رئيس الكنيست (البرلمان) الصهيوني إلى اقتحام المسجد الأقصى صباح اليوم بمناسبة عيد العُرش.
وبدأ اليهود الاحتفال بعيد العرش اليهودي يوم الأربعاء الماضي ولمدة أسبوع، إحياء لذكرى سفر بني إسرائيل في البادية بعد خروجهم من مصر.
ويشهد المسجد الأقصى بشكل شبه يومي سلسلة اقتحامات وهجمات من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال لبسط السيطرة الكاملة عليه وفرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، وفق مسئولين فلسطينيين.
واندلعت الأربعاء مواجهات عنيفة في باحات المسجد الأقصى بين قوات الأمن الصهيونية وفلسطينيين كانوا يحتجون على دخول زوار يهود إلى الباحات، مما أدى إلى جرح 17 فلسطينيًا وثلاثة من أفراد الشرطة، واعتقال خمسة فلسطينيين.
