شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

القصف المصري لـ”فجر ليبيا”.. بين تأكيدٍ ونفيٍ وتحذير

القصف المصري لـ”فجر ليبيا”.. بين تأكيدٍ ونفيٍ وتحذير
حتى اللحظة، يستمر الانقلاب العسكري، بقيادة عبد الفتاح السيسي، في مواقفه المحرجة بشأن تعاونه مع قوات اللواء المتقاعد،...

حتى اللحظة، يستمر الانقلاب العسكري، بقيادة عبد الفتاح السيسي، في مواقفه المحرجة بشأن تعاونه مع قوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر – قائد انقلاب ليبيا-، ضد ثوار ليبيا، في محاولةٍ صريحةٍ من الجنرال لنقل تجربته الانقلابية إلى باقي بقاع الربيع العربي، لدرء محاولات التغيير عن الساحة العربية.

 

"طائرات مصرية تقصف مواقع إسلامية شرق بنغازي".. كان هذا ما نشرت وكالة أسوشيتدبرس، اليوم الأربعاء، في نبأٍ عاجلٍ لها، لتكون تلك الكلمات كفيلةً بإثارة ردود أفعال واسعة في وسائل الإعلام العالمية قبل المحلية؛ حيث اعتبر بعضها أن اعتراف مسؤولين مصريين بقصف الطائرات المصرية لمواقع في ليبيا، من الممكن أن يجر مواقف خطيرة من قبل الإسلاميين الموجودين هناك، خاصةً وأن التدخل المصري يعتبر بمثابة اعتداء رسمي على دولة شقيقة، بدعوى محاربة الإرهاب، وهو ما يضع مصر على خط المواجهة مع بعض الجهات الخارجية.

 

وأفاد المسؤولان المصريان، طالبين عدم الكشف عن هويتيهما لأنهما ليسا مخولين بالحديث إلى الإعلام – حسب ما أوردته الوكالة-، أن استخدام الطائرات هو جزء من العملية التي تقودها مصر ضد الميليشيات المتطرفة شرق ليبيا.

 

ووفقا للمسؤولين، فإن العملية تتضمن أيضًا استخدام سفينة حربية تابعة للبحرية المصرية في البحر المتوسط كمركز للقيادة، وإن اللواء المتقاعد من الجيش الليبي، خليفة حفتر، لا يقود العملية، وإن مصر تتعامل بشكل مباشر مع رئيس الأركان الليبي المعين حديثا، عبد الرزاق الناظوري.

 

طائرات مصرية بطيارين ليبيين

ومن جانبه، كشف الكاتب محمد سلماوي، العضو السابق بلجنة الخمسين لوضع الدستور، إن المعلومات التي وردته بخصوص ما يحدث من عمليات قصف على قواعد ليبية، هي أن الطائرات المشاركة فقط مصرية وليس المقاتلين بها.

 

وكتب "سلماوي" عبر تغريدةٍ له على موقع "تويتر": "المعلومات التي لدى حول الغارات الجوية على مواقع داعش فى ليبيا هي أن الطائرات مصرية لكن الطيارين ليبيين"، ما يتفق مع تعليق "طارق الجروشي"، عضو مجلس النواب الليبي، حول القصف.

 

القاهرة تنفي

فيما نفت الرئاسة المصرية، مساء اليوم الأربعاء، ما نسبته وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية لمسؤولين مصريين من قيام طائرات مصرية بقصف مواقع لقوات إسلامية في مدينة بنغازي الليبية.

 

جاء ذلك خلال خبرٍ مقتضبٍ، نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، والذي لفت إلى نفي السفير علاء يوسف – المتحدث باسم رئاسة الجمهورية- لما رددته بعض الوسائل الإعلامية من قيام طائرات مصرية بقصف أهداف في ليبيا.


السيسي يخشى انتصار فجر ليبيا

ومن جانبه، رأى الكاتب الليبي، السنوسي باسكيري، إن السيسي ربما يتخوف من انتصار عملية "فجر ليبيا" في عزل ليبيا عن مصر، وأن يكون نجاحها سبب إلهام قطاعات يائسة من الشباب، ممن تلاشت أحلامهم بمجيئ السيسي للحكم، وأن سلميتهم ومظاهراتهم لن تجدي نفعًا، فقد ينخرطون في عمل مسلح يزيد من تعقيد الموقف بالنسبة للسيسي ونظام حكمه.

 

خبراء يحذرون

تعليقًا على رأيه حول مستقبل هذه العملية، أضاف "باسكيري" أن التدخل المصري في ليبيا يواجه تحديات وعوائق؛ حيث أن الموقف الغربي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية ربما لن يسمح بدخول القوات المسلحة المصرية على خط المواجهة مع الصراع الليبي، كما أن الدخول في ليبيا لن يكون نزهة بالنسبة للجيش المصري.

 

فيما حذر خبراءٌ مصريون من خطورة هذا الخبر – إن صح-، على الأمن القومي المصري، خاصةً وأنه سيفتح جبهات خطرة من خلال الحدود الطولية المصرية مع ليبيا، فضلًا عن اتصال القبائل في محافظة مرسى مطروح مع نظيرتها في ليبيا، ما يهدد بوجود مسرح للعمليات الانتقامية على الأراضي المصرية في حال تمكن الإسلاميين في ليبيا أكثر من ذلك.

 

يأتي ذلك في الوقت الذي تسيطر فيه التيارات الإسلامية على أغلب الأراضي الليبية، بعد انقلاب اللواء المتقاعد خليفة حفتر على البرلمان الليبي، والاستيلاء على طرابلس، إلا أن التيارات الإسلامية سرعان ما استعادت كل ما استولى عليه حفتر وحاصرت قواته في طبرق التي تم نقل البرلمان الجديد إليها بعد انتخابات لم يخرج فيها أغلب الليبيين.

 

ومنذ أشهر، وتعاني ليبيا صراعًا مسلحًا دمويًا في أكثر من مدينة، لاسيما طرابلس (غرب)، وبنغازي (شرق)، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين، وآخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخرًا، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منه مؤسساته:

 

الأول هو البرلمان الجديد المنعقد في مدينة طبرق (شرق) وحكومة عبد الله الثني، ورئيس أركان الجيش عبد الرزاق الناظوري، ويدعم ميليشيات حفتر.

 

أما الجناح الثاني للسلطة، والذي لا يعترف به المجتمع الدولي، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023