رفح المصرية.. قبل عام، كانت مدينة تعج بالمنازل وساكينها، والبيوت المكونة من عدة طوابق، وكان الأطفال يملئون حانات وشوارع المدينة، كانت أشجار الزيتون تملأ المكان، فكان كذلك حي الجوز بميدان صلاح الدين في مدينة رفح المصرية، حتي جاء يوم وانقلبت فيه الموازيين.
بدأت المأسآة بإنفجار لغم في مدرعة تتجول في أرض الحي، التي لا يدخلها سوى سكانها بالنهار وقوات الجيش وحرس الحدود في المساء، وقت حظر التجوال المفروض على الحي.
يذكر أن اللغم لم ينفجر في المدرعة فحسب، بل انفجر كذلك في سكان الحي، فيما استغلت قوات الجيش الحدث، وقامت بهدم البيوت دون حتي أن يسمحوا للأهالي باصطحاب أغراضهم ومملتكاتهم، هكذا روى أهالي الحي لمراسل شبكة "رصد".
أيام معدودة قضاها الجيش في هذا الحي، مرت علي أهلها كدهر، حيث أكد أحد الأهالي أن تلك الأيام عاشوها بين مأساة التهجير، وهدم البيوت، واعتقال الشباب بشكل عشوائي، ودون أي دليل أو اتهام.
وبحسب شهود عيان، بعد إنهاء الجيش مهمامه، غادر الحي في ليلة وقفة العيد الأضحى المبارك ، ليترك مئات من الأسر المصرية المشردة، بلا مأوى أو بيت أو أرض.
اليوم، وبعد مرور عام علي مأسآة حي الجوز، كما يسميها الأهالي، يعود الجيش لاستفتاء الأهالي علي التعويض المناسب لإخلاء منازلهم على بعد 500 متر من الشريط الحدودي.
وذكر مراسل "رصد" أن المواطنين ذهبوا للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء، والخوف يملأ قلوبهم، خاصةً بعد تردد إشاعات أن من يمتنع عن الاستفتاء سيضيع عليه التعويض عند الهدم، وأنه سيتعرض للحبس أو الغرامة المالية، فيما تسائل البعض: "أمن خان الأمانة يرتجي منه الوفاء".