شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عودة الحراك الطلابي وقراءة في استراتيجية القمع 2 – د. أحمد البيلي

عودة الحراك الطلابي وقراءة في استراتيجية القمع 2 – د. أحمد البيلي
ديناميكية الثورة هي تحرك موجات بشرية ثائرة تأتي على كل ما تطاله بالتغيير ، مثل موجات الماء التي تحدث عند...

ديناميكية الثورة هي تحرك موجات بشرية ثائرة تأتي على كل ما تطاله بالتغيير ، مثل موجات الماء التي تحدث عند إلقاء الحجر فيه فتتكون موجات دائرية تسلم كل واحدة الأخرى حتى تطال سطح الماء الساكن بأكمله ، وهذه الحركة الديناميكية تتكون من الحجر كشرارة بدء والدوائر المتموجة فوق سطح الماء في نسق وتتابع بديع.


هكذا الثورة يطلق شرارتها الطليعة الثورية لتتواصل باقي مكوناتها وتتتابع في نسق ثوري بديع يمر كأمواج الماء الدائرية الممتدة، أو كأمواج البحر العاتية التي لا يستطيع أحد أن يقف أمامها حينما تطلق لجامها الرياح.

التركيبة المكونة لديناميكية الثورة:


المكون الأول: (الطليعة) وهم الثوار المنظمون الذي يطلقون دائمًا شرارة البدء ويحددون الزمان والمكان الذي منه تنطلق وهى في الحراك الطلابي الحركات الطلابية المنظمة.


المكون الثاني: (الثوار الفوضويون) أو غير المنظمون وعليهم يرتكز معنى الثورة وبهم تتجلى حينما يلتحمون بالطليعة فيشتعل اللهب وتعلو الأمواج ، كالشرارة حينما يحالفها الوقود وكالبحر حينما تضربه الرياح فلا يستطيع أحد أن يقف أمامهما.


المكون الثالث: (الحاضنة الشعبية) التي تحتضن الثورة وتحدث زخمها وترفع صداها في الآفاق يدوي ، فتؤيس من الوقوف أمامها كل طامح مستبد.


هذه المكونات الثلاثة هي أمواج الثورة المتلاحقة فإذا فصل بينها وبين بعضها البعض توقفت ديناميكية الثورة وهذا ما تحاول الثورة المضادة متمثلة في آلتها القمعية أن تفعله مع الطلاب فهي:


أولًا: تحاول أن تضرب الطليعة المنظمة بزرع الجواسيس بين الطلاب لمعرفة القيادات التنظيمية واعتقالها.


ثانيًا: تحاول أن تفصل بين الطليعة والثوار بأن تهاجم المسيرات الطلابية فور انطلاقها وربما تنتشر في الحرم الجامعي وتحوله لثكنة عسكرية حتى لا تسمح ببنت شفه ! كل ذلك حتى لا يلتحم المكون الثوري بالمكون الطليعي ويحدث الانفجار الثوري.


ثالثًا: تحاول أن تضرب المكون الثالث وهو الحاضنة الطلابية بأن تحدث شرخا وانقساما فيها حول القضية الثورية بطرح قضايا أخرى معتبرة مثل العملية التعليمية ثم تحويلها إلى قضية مضادة للثورة بغرس صورة ذهنية أن الطالب الذي جاء للتعلم غير الطالب الذي جاء للثورة ، وأن الثورة لابد أن تقف حتى تسير العملية التعليمية ، تغذى ذلك بالاعتقال العقابي العشوائي الواسع في صفوف الطلاب ، واقتحام المدرجات وإهانة الطلاب والأساتذة بحجة تسيير العملية التعليمية والحفاظ عليها من الثورة فيتجذر في الوعي أن الثورة ضد العملية التعليمية ، ثم تقوم بتجنيد بعض الطلاب لتبنى ذلك والدندنة به تحت مسمى مستتر اسمه “الطلاب الوطنيون” ليكون موازيا لمصطلح “المواطنين الشرفاء” في المجتمع الخارجي.

استراتيجيات المواجهة إذا لابد أن تعتمد على الحفاظ على ديناميكية الثورة وتماسك مكوناتها وكسر أي محاولة لتفتيتها ، وهذا ما سنتناوله في حلقات قادمة بإذن الله.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023