سادت موجة غضب شديدة بين الصيادين بمحافظة دمياط – التى تعد من أهم مراكز الصيد بالجمهورية – بسبب عدم استجابة الحكومة لشكواهم المتكررة، ونداءاتهم المتتالية للمسئولين للتدخل للحد من أزمة "نفوق الجمبرى"، والتى كبدتهم – بحسب كلام الصيادين – خسائر تتجاوز العشرين مليون جنيه حتى الآن.
بدأت تلك الأزمة منذ عدة أسابيع، نتيجة تصريف مياه الصرف الصحى بمنطقة المثلث ببحيرة المنزلة، والتلوث البيئى الذى لحق بها، والذي أدى إلى ارتفاع نسبة المواد العضوية والمعادن الثقيلة بها، مما نتج عنها نفوق كمية كبيرة من الجمبرى وأسماك "اللوت" و"القاروص" و"الدنيس" في فترة زمنية قصيرة.
وصرح صاحب إحدى المزارع السمكية المتضررة من تلك الأزمة، "م. ى. ش"، عن نفوق مئات الأطنان من قشريات الجمبرى قبل عرضها بالسوق بأيام، نتيجة بيكتيريا مجهولة نتجت من تلوث مياه المزارع التى اختلطت بمياه الصرف الصحى ومياه المصانع؛ ما كبّد مزرعته خسائر فادحة.
فيما أضاف "م. أ" – مستأجر لإحدى المزارع الموجودة لمنطقة المثلث: " أنه خسر جزءًا كبيرًا من أمواله، حيث أكد أن مئات القشريات التى قضي شهورًا في زراعتها خسرها جميعها في أيام قلائل، رغم استنفاده لكل المحاولات للحفاظ على ما تبقى من مزرعته، من خلال استعانته بأطباء متخصصين، ولكن كل محاولاته انتهت بالفشل.
و أكد الدكتور "رياض حسن" – الأستاذ بكلية الطب البيطرى بجامعة الإسكندرية، والمتخصص فى أمراض الأسماك والقشريات – قائلاً: "إن سبب نفوق الجمبرى يرجع لتلوث المياه، وارتفاع نسبة الأمونيا والمواد العضوية والمعادن الثقيلة فيها، وهو ما تسبب فى ضعف مناعة الجمبرى والأسماك، وسهولة إصابتها بالأمراض المختلفة؛ منها ما هو بكتيرى وفيروسى وفطرى".
وأضاف – أيضًا – أنهم قاموا بأخذ عينات من الجمبرى، وكشف تحليلها عن إصابته بأنواع عدة من بكتيريا zibrio ، إضافة لأنواع مختلفة من الفطريات.
كما أبدى اليوم نقيب الصيادين بالمحافظة، "السيد عاشور"، استنكاره لموقف المسئولين المتخاذل تجاه الأزمة، وعدم تدخلهم بأى طريقة لإنقاذ الصيادين من تلك الكارثة التى حلّت بهم، وتجاهل هيئة الثروة السمكية عملية تطهير البحيرة، والتي لم تحرك ساكنًا، في حين تفقد المزارع أكثر من 50 طنًا من الجمبرى داخل 30 حوضًا.
ويذكر أن هذه ليست المشكلة الأولي من نوعها التى تواجه الصيادين بالمحافظة، فقد شهدت المحافظة أزمة شديدة أيضًا، منذ عدة شهور؛ ففي يونيو الماضي تعرضت لخسائر هائلة حين فقدت بعض المزارع أكثر من 15 طنًا من سمك "اللوت".
ورغم أن أزمة نفوق الجمبري هذه تعد كارثة كبيرة، إلا أن الكارثة الأكبر تكمن في أن وزارة الزراعة لم يكفها تخاذلها عن مساندة المربين، وعدم إرسالها أى فرق طبية لعلاج المشكلة، وذلك بحسب ما قاله الصيادون، كما أكدوا أنها حررت ضدهم محاضر لتحصيل إيجاراتها عن المزارع.
