قالت صحيفة "هآرتس" الصهيونية، نقلاً عن مصدر مصري كبير لم تحدد هويته، إن الجيش يتفاوض مع زعماء القبائل في منطقة رفح التي تشهد إخلاء عشرات العائلات وهدم منازلها، وذلك لمنع انتفاضة قد تنجم عن غضب السكان ويمكن أن تدفع المئات منهم لدعم الخلايا المسلحة.
وأضافت أن مئات المصريين غادروا منازلهم القريبة من الحدود بين رفح المصرية وقطاع غزة، بعد أن بدأ الجيش المصري الأربعاء عملية إخلاء وتدمير المنازل بالمنطقة، التي تأتي في أعقاب إعلان قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي نيته تنفيذ عمليات بسيناء للحفاظ على الأمن القومي.
الصحيفة أوضحت أن الجيش يباشر حاليًا عملية هدم عشرات المنازل التي تم إخلاؤها، لافتًا إلى أن العامين الماضيين شهدا إخلاء 120 منزلاً في رفح المصرية، في إطار صراع النظام مع الأنفاق التي تربط قطاع غزة بسيناء، وأنه وفقًًا لتقارير غير رسمية، فإن الجيش بصدد إخلاء نحو 880 منزلاً جديدًا في المدينة التي يقطنها نحو 10 آلاف مواطن.
هآرتس" ركزت على منع القوات المصرية، الصحفيين من الاقتراب من المنطقة، بعد إعلانها منطقة عسكرية مغلقة، لكن أظهرت الصور التي شوهدت صباح الأربعاء، معدات ثقيلة استخدمها الجيش في هدم المنازل المتاخمة للشريط الحدودي، كذلك وضعت قناة الجزيرة الممنوعة من العمل في مصر كاميرات في الجانب الفلسطيني ونقلت في بث مباشر أعمال الهدم، بحسب الصحيفة الصهيونية.
وبحسب شهود عيان من رفح المصرية، غادرت عشرات الأسر من حي البراهمة المنطقة، بعضها بواسطة سيارات حملت على متنها الأمتعة الشخصية، في الطريق لمناطق أخرى بالمدينة أو خارج رفح نفسها.
وكان سكان من شمال سيناء، أكدوا أنهم تلقوا إنذارًا قصيرًا بحزم الأمتعة والمغادرة، وحذر ناشطون بمنظمات حقوق الإنسان في مصر من انعكاسات الترحيل والإضرار بالسكان، فيما أفادت وكالة الأنباء الرسمية في البلاد، بأن هذه عملية حيوية في سياق الحفاظ على الأمن القومي المصري، والحرب على الإرهاب، ومنع تهريب السلاح، وفقًا لتقرير الصحيفة.
في المقابل ذكر الإعلام الرسمي أن الحكومة ستقدم حلولاً بديلة للسكان مثل تعويضات مالية، ومساكن بديلة أو تقسيم أراض في مكان آخر والبناء عليها، وفي السياق، أعرب مواطنون في رفح المصرية عن تخوفهم من تأخر تنفيذ تلك الحلول، وهو ما سيضاعف معاناة آلاف الأشخاص الذين سيضطرون لمغادرة منازلهم.
وينفذ الجيش المصري عملية واسعة لإقامة منطقة عازلة بطول 14 كم على الشريط الحدودي مع قطاع غزة، فيما يبلغ عرضها 500 متر داخل سيناء، وذلك بعد إعلان مجلس الدفاع الوطني في مصر عن حالة الطوارئ لمدة 3 شهور شمال سيناء، في أعقاب مقتل 33 جنديًا على الأقل وإصابة العشرات في هجومين الجمعة الماضية بالمنطقة.
