ما يحدث الآن في الشارع من حراك بعد تفكير طويل لا يمكنني تعريفه بالمسار الثوري بل هو مسار مقاوم من الدرجة الأولى.
المسار الثوري هو مسار لا يعترف بطول المدة ولا يعترف بالحلول الوسطية وإنما المواجهة التي تجهز على النظام من خلال انتفاضات شعبية ضخمة سلمية تكسر القوة الأمنية أو ثورات مسلحة باطشة تكسر أدوات القوة للنظام ،وهذا ليس متوفرا الآن.
أما المسار المقاوم فهو مسار تختلف فيه معايير النجاح فالمقاومة تعتمد على الصمود والكفاح الطويل المصادم للنظام الذي يعتمد في استراتيجيته للوصول في مرحلة معينة لمرحلة الثورة السلمية أو المسلحة بعد تحويل الكتلة الغير فعالة من المجتمع إلى كتلة فعالة تقف في وجه النظام بشكل غير متوقع مفاجئ يجهز عليه في اللحظة المناسبة.
ومعاير النجاح في المسار المقاوم لا تعتمد على الإجهاز على النظام بالضربة القاضية وإنما معاير انجاح هي إفشال مخططات القوة لدى النظام وإنهاك أدواته وتشتيت قوته وردعه من التصعيد مما يتيح ويهيء الوضع للضربة القاضية ويتيح أيضا للمقاومين تجهيز انفسهم وإعداد العده لهذه اللحظة.
# ويجب الحفاظ على بعض الضوابط حتى نحافظ على المسار كونه مسارا مقاوما:
– الحفاظ على استمرارية الحراك وتنوع وسائله وأدواته ومرونتها مع متغيرات الوضع
– توقع ما تريده الأجهزة الأمنيه من إجراءاتها والتخطيط لكسر هذا التخطيط بوسائل تكتيكية لا تكون بالحشد فقط
– الوصول للشرائح الضخمة من الجماهير وتكثيف العمل التوعوي معها لجعلها في حالة غليان دائم ضد النظام
– ليس المهم هو الاستمرار على قدر أن يكون الاستمرار بشكل يوجعه ويفشل من مخططاته (فعلى سبيل المثال: قد يتيح لك الأمن فرصه التظاهرة عشرة دقائق وبعدها يقوم بفض المظاهرة .. فيكون تفكيرك هو كيفية المبادرة وجعله في خانه الدفاع عن شيء آخر يجعله يبتعد عن هدف تحديد وقت الحراك والتضييق عليه)
– إفشال النظام وإبراز فشله في كل جوانب الإدارة والحياة فشله في توفير أبسط الأشياء للمواطنين
– الجاهزية الدائمة لردود تكتيكية في حالة تخطيه خط أحمر تضعه له أنت فيرتدع عنه.
والضابط الأساسي في كل هذا الأمر هو أن ندرك أن كل هذا ما هو إلا أسباب مأمورين بأخذها والتجويد فيها وليس الوثوق في أنها سبب النصر، بل النصر من عند الله يؤتيه من يشاء، وإنما نحن عبيد لله نستر القدرة ونأخذ الأجرة.
