نفت جمعية إسلامية في جنوب أفريقيا، اليوم الخميس، علمها بتجنيد مواطنين من البلاد للانضمام والقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية والمعروف إعلاميا بـ"داعش"، الذي يسيطر على مساحات شاسعة من سوريا والعراق.
ووفقا لوكالة الأناضول، قال الأمين العام لـ"جمعية العلماء" (اتحاد علماء المسلمين في جنوب أفريقيا) "مولانا إبراهيم بهام": "لم نكن على علم بهذا التطور حتى نقلت تقارير إعلامية تصريحات المبعوث العراقي إلى جنوب أفريقيا، السفير هشام العلوي. لقد كانت مفاجأة بالنسبة لنا".
ولدى سؤاله إذا ما كانت هذه التقارير ستؤثر على عمل المنظمات الإنسانية في مساعدة اللاجئين في الشرق الأوسط، رد قائلا: "هناك دائما قلق من أن مثل هذه المزاعم قد تهدد أعمال الإغاثة الإنسانية التي تمس حاجة اللاجئين السوريين إليها".
وأضاف: "ومع ذلك، نثق في أن السلطات في البلاد لن تمنع مبادرات الإغاثة الحقيقية التي تنفذها منظمات جنوب أفريقيا بشكل رائع في أجزاء كثيرة من العالم".
وردا على سؤال ما إذا كانت الحكومة أو أجهزة الاستخبارات قد اتصلت بالجمعية لطلب المساعدة، أجاب "مولانا": "كما ورد في الصحافة، حتى مسؤولي الأمن الوطني لا يعلمون بشأن مثل هذه المزاعم".
وتابع: "وبطبيعة الحال، لم نتواصل مع أي وكالة حكومية بشأن هذه المسألة".
وأشار "مولانا" إلى أن التشريع يحظر المشاركة في أنشطة عسكرية أجنبية، مؤكدا أن جمعية العلماء لا تشجع على المشاركة في أي نشاط يتعارض مع قانون البلاد.
ويحظر القانون في جنوب أفريقيا على المواطنين الانضمام إلى جيوش دول أجنبية، وقبول مساعدات عسكرية خارجية، أو المشاركة في جماعات مسلحة.
والإثنين الماضي، قال العلوي، إنه تم تجنيد مواطنين من جنوب أفريقيا للانضمام والقتال في صفوف تنظيم "داعش"، فيما أفادت صحيفة "صنداي إندبندنت" (جنوب أفريقية مستقلة)، التي أثارت هذه القضية أن ما يصل إلى 140 شخصا غادروا البلاد للانضمام إلى التنظيم المتشدد.
وفي تصريح لوكالة الأناضول قال "العلوي": "على مدى الأشهر القليلة الماضية، تلقينا معلومات تفيد بأن مواطنين من جنوب أفريقيا، قتلوا أثناء وجودهم في سوريا".
وأوضح الدبلوماسي أن ثلاثة من جنوب أفريقيا، قتلوا في سوريا، في حين تشير تقارير إلى أن آخرين يقاتلون في صفوف "داعش"، ولكن أسرهم أبلغت أنهم لقوا حتفهم في حادث سيارة.
من جانبها، قالت وزارة أمن الدولة (الداخلية) في جنوب أفريقيا إنها لا تعلم بشأن تجنيد مواطنين للانضمام إلى صفوف "داعش"، لكنها ستحقق في هذه المسألة.
ويشكل المسلمون حوالي 3٪ من إجمالي سكان جنوب أفريقيا، ويتمتعون بالكثير من الحريات مقارنة بنظرائهم الذين يعيشون في بلدان أخرى.
ويشن تحالف غربي – عربي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، غارات جوية على مواقع لـ "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في يونيو الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.
