شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الطلاب السوريون في مصر.. مستقبل ضائع

الطلاب السوريون في مصر.. مستقبل ضائع
  يواجه الطلاب السوريون في مصر، وتحديدا في مرحلة التعليم الأساسي؛ ظروفا دراسية قاسية؛ تتمثل باختلاف...
 

يواجه الطلاب السوريون في مصر، وتحديدا في مرحلة التعليم الأساسي؛ ظروفا دراسية قاسية؛ تتمثل باختلاف المناهج الدراسية المصرية عن تلك التي اعتادوا على دراستها في بلادهم، وبالازدحام الشديد في المدارس الحكومية المكتظة أصلا بطلابها، بالإضافة إلى تغير الظروف السياسية في هذا البلد بعد الانقلاب الذي قاده عبد الفتاح السيسي على الرئيس السابق محمد مرسي، والتي ألقت بظلالها على حياة السوريين في مصر؛ بما فيها معاملة الطلاب في المدارس الحكومية.

 

ويتعامل القائمون على معظم تلك المدارس مع أهالي الطلاب السوريين بطريقة سيئة تجبرهم؛ إما على التوجه إلى المدارس الخاصة التي قام بعض السوريين بافتتاحها وتحمل أعباء مالية كبيرة، أو إبقاء أولادهم دون تعليم بانتظار العودة إلى سوريا، والخياران أحلاهما مر برأي كثير من أولياء الأمور.

 

المدير طردني

 

يقول أبو سعيد وهو أب لأربعة أولاد "لم أرسل أولادي هذا العام إلى المدارس لأنني لا أملك مصاريف المدرسة الخاصة"، مضيفا أنه لا يمكنه تأمين مصاريف أسرته ومصاريف المدرسة معا، ولاسيما أن الدخل الذي يحصل عليه من عمله في معمل لـ "المحارم/المناديل" بالكاد يغطي مصاريفه وأجرة البيت.

 

وعن عدم إرسال أولاده للمدارس المصرية التابعة للدولة المصرية قال أبو سعيد "لقد ذهبت إلى مدرسة حكومية لتسجيلهم بداية العام الدراسي، ولكن مدير المدرسة رفض تسجيلهم جميعا بسبب عدم وجود أماكن وقبل بتسجيل ولدين فقط، وبعد طلبي المتكرر له بتسجيل البقية قام بالصراخ في وجهي وشتمني ثم طردني من مكتبه، لذلك قررت عدم تسجيل أولادي بالمدارس الحكومية لأنني شعرت أن القائمين على العلمية التعليمة في هذه المدارس لا يرغبون بوجود طلاب سوريين في صفوفهم".

 

صفوف لا تتسع للطلاب

 

بدوره؛ تحدث جميل أبو سلامة -وهو والد لطالبين- عن تجربته مع المدارس في مصر قائلا إنه في بداية العام الدراسي أرسل أولاده إلى مدرسة حكومية حيث إن وضعه المادي لا يسمح له بإرسالهم إلى مدرسة خاصة، إلا أنه تفاجأ أن الصف الواحد يضم 80 طالبا، ولا يكاد يتسع للتلاميذ، وأضاف أن الأساتذة لا يستطيعون الاهتمام بهذا العدد الكبير، مما يؤثر سلبا على المستوى التعليمي للطلاب، مشيرا إلى أنه بعد عدة أيام من ذهاب أولاده إلى المدرسة أخذوا يتعرضون لمضايقات من زملائهم المصريين، ورغم أنه أخبر المدرس بذلك لكن دون فائدة، لذلك قرر عدم إرسالهم إلى المدرسة.

 

وأضاف أبو سلامة: "لقد قررت أن أستدين وأرسل أولادي إلى مدرسة خاصة بالسوريين لكيلا ينقطعوا عن التعليم ولكن الوضع لم يكن أفضل بكثير، حيث إن الطالب لا يشعر باستقرار بسبب تغيير المدرسين باستمرار، وهناك مدرسون ليس لديهم خبرة في التدريس ولا يملكون شهادة جامعية، كما أنه لا يوجد رقابة تذكر على هذه المدارس"، لافتا إلى أن التدريس أمانة ولا يجب أن يكون الربح المادي هو الهدف الوحيد من افتتاح هذه المدارس.

 

أما أبو علاء فقرر أن يقوم هو وزوجته بتدريس أولاده الثلاثة في المنزل بعد أن اكتشف أنهم لم يستفيدوا شيئا في العام الدراسي الماضي الذي قضوه في المدرسة الحكومية، بل على العكس تراجع مستواهم كثيرا، على حد قوله.

 

الطلاب.. مستقبل سورية

 

من جهته، قال أبو سليم مدير أحد المدارس السورية الخاصة في مدينة 6 أكتوبر "أكبر تجمع للسوريين في مصر" إن معظم السوريين يرسلون أولادهم إلى مدارس خاصة تم افتتاحها خصيصا لاستقبال الطلاب السوريين، كما أن الكادر التعليمي لهذه المدارس مؤلف من مدرسين سوريين، لذلك يرغب الأهالي في تسجيل أولادهم بها.

 

وأشار أبو سليم إلى أن المبلغ المالي الذي تتقاضاه المدارس الخاصة من الأهالي يبدأ من 2000 جنيه مصري “حوالي 300 دولار أمريكي”، وهناك أيضا مصاريف مدرسية إضافية تترتب على أهالي الطلاب كالدفاتر والكتب وأجرة حافلة المدرسة، موضحا أن المبلغ الذي تحصل عليه المدارس الخاصة لا يعد كبيرا، لأن لديها مصاريف كثيرة كرواتب الأساتذة وأجرة الحافلات والمكان الذي أقيمت عليه المدرسة ومستلزمات تدريسية، وبالكاد يغطي المبلغ هذه المصاريف.

 

ولم ينكر أبو سليم أن الكثير من الأهالي لا يمكنهم دفع أقساط المدرسة لأولادهم بسبب أوضاعهم المادية الصعبة، لذلك قرر أن يتقاضى جزءا بسيطا من المبلغ الذي تتقاضاه مدرسته من الأسر محدودة الدخل لتشجيعها على إرسال أولادها للمدارس، متمنيا على أصحاب المدارس الأخرى اتباع نفس الأسلوب لأن أعداد الطلاب السوريين المنقطعين عن المدرسة أصبح يشكل خطرا على الجيل القادم ومستقبل سورية ما بعد بشار الأسد.

 

المدارس السورية.. تجريب

 

وعن التدريس في المدارس الخاصة السورية قالت المدرسة دعاء إن العملية التدريسية في المدارس الخاصة بمصر تفتقد إلى الخطة الواضحة، كما أنها قائمة في الغالب على التجريب، حيث إنه نظرا لقلة المدرسين السوريين فإن المدارس تقبل أشخاصا تحصيلهم العلمي متدن وليست لديهم علاقة بالتدريس، مضيفة أن قلة الخبرة تنعكس على المعلم والطالب في آن واحد، فالمعلم لا يعلم كيف يتعامل مع الطلاب ولا يملك القدرة على إيصال المعلومة لهم بشكل صحيح، أما الطلاب فعندما يشعرون بقلة خبرة المدرس فإنهم يقللون من احترامهم له.

 

وأشارت دعاء إلى أنه نظرا للانتشار الكبير للمدارس الخاصة السورية في مصر أخذ معظم القائمين عليها يصبون تركيزهم على الربح المادي وأصبح الطالب على حق دائما والمدرس عليه أن يراعي الطلاب ويحتمل إساءة البعض في سبيل لقمة العيش.

 

وتختم دعاء حديثها مشيرة إلى أنه إذا كان نظام الأسد قد ضيع مستقبل جيل كامل من خلال تهجيرهم وتدمير مدارسهم، فإن من تصفهم بـ "تجار الأزمات" من أصحاب المدراس الخاصة يدمرون ما لم يستطع الأسد تدميره وهو الأخلاق.

 
 
 
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023