ليس جديدًا أن تعانى محافظة سوهاج من انتشار الأوبئة وبعض الأمراض الخطيرة المزمنة، بعد تلوث مياه الشرب، ومياه ري الأراضي الزراعية، والتي يعتمد عليها أكثر من مليون ونصف المليون نسمة يعيشون فى المدينة وفى مراكز وقرى المحافظة.
فيعاني عدد من أبناء المحافظة من أمراض الجديرى المائي، والالتهاب الكبدي الوبائي، وكذلك الفشل الكلوي.
تعد أزمة تلوث مياه الشرب بالمحافظة واحدة من الأزمات المستديمة، وترجع إلى قلة تطوير محطات مياه الشّرب وخاصةً فى المراكز والقرى كدار السلام والكوامل والمُنشاة والبلينا والعُسيرات والكولا والحووايش ونجع أولاد الشيخ وقرية العتامنة وكوم غريب وغيرها.
وأيضًا يرجع التلوث لوجود بعض الحيوانات النافقة فى الترع والقنوات والخزانات المائية التى تدخل فى ري الأراضي الزراعية، كما أن المخلفات السائلة لمصانع الهدرجة التى تصب فى نهر النيل مباشرةً، والتي لها أثر خطير على حياة المواطنين بالمحافظة، بالإضافة إلى لجوء الكثير من الأفراد إلى النزول إلى مياه نهر النيل وخاصّةً فى فصل الصيف.
وأفاد "محمد إبراهيم – يعمل بشركة مقاولات محطات مياه" عن كيفية التعامل مع مياه الشرب بالمحطات قائلًا: "إن محطات المياه بسوهاج بها نسبة عالية من مُركب "الشّابة" و"الكُلور"، ويلجأ مسئولي محطات المياه وشركة مياه الشرب بالمحافظة إلى وضع كميات كبيرة من هذين المُركبين فى الأوعية المعدنية ووحدات الفلترة داخل المحطات، وذلك نظرًا لحجم التلوث المائي فى مياه نهر النيل واحتوائه على العديد من المواد والمركبات التى تسبب ضررًا مباشرًا لصحة المواطنين".
فيما طالب المسئولين فى هذا الاختصاص باستخدام أحدث الوسائل والأساليب التقنية العصرية فى مجال تنقية مياه الشُرب وتدوير مخلفات الصرف.
وأرجع "سيد أحمد – طبيب" سبب انتشار أمراض السرطان والفشل الكُلوى وفيرس C والحصوات يرجع إلى إنعدام الأمن المائي والغذائي والبيئي فى المحافظة لارتفاع نسبة المنجنيز والحديد والأملاح والنشادِر بالمياه رغم نقاوتها للرائي،مؤكدًا أن تلك المركبات تلحق أضرارصا كبيرة بالكلى والكبد، وأضاف: "يلجأ بعض الناس إلى استخدام الفلاتر متعددة المراحل لتجنب مخاطر تلوث المياه، إلى أنها فى الغالب تُهدر القيمة الغذائية والصحّية للمياه النقية النظيفة".
فيما صرح أحد المواطنين من قرية الكوامل ويدعى "صابر علام"، أن أهالي القرية يعانون من سوء حالة المياه وارتفاع نسبة الأملاح بها، بالإضافة إلى ما تشهده القرية من تكرار انقطاع المياه، مشيرًا إلى قيام أهالي القرية بقطع الطريق المؤدى إلى مقر جامعة سوهاج الجديد اعتراضًا على تلوث المياه.
مضيفًا: "الأهالي أخدت وعود من المسئولين بنظر المشكلة.. بس محدش استجاب لحاجة كالعادة".
جدير بالذكر أن قرية الكوامل تقع فى الجزء الصحرواي الغربي للمحافظة، واعتمادها على الآبار الإرتوازية والتى تحتوي على نسبة عالية من الأملاح .
فيما لم تقتصر هذه الشكاوى على أهالي قرية الكوامل فحسب، فجميع العاملين فى المقر الجديد لجامعة سوهاج يعانون من استخدام هذه المياه، حيث وتلجأ الإدارات بالجامعة إلى استخدام فلاتر المياه ولكن سرعان ما تتلوث ويتحول لونها، وطالب العاملين بالإدارات المختلفة في اجتماعات سابقة رئيس الجامعة "نبيل نور الدين"، وبالتنسيق مع المحافظ المعين من قبل حكومة الانقلاب "محمود عتيق" بإنشاء محطة تنقية وتحلية المياه لخدمة أهالى القرية والمقر الجديد للجامعة. .