الشرطة في خدمة الشعب "ده كان زمان" اما بعد الانقلاب العسكري أصبح الشعب بجميع مكوناته رهائن لدى جهاز الشرطة، الذي عاد يجند افرادا وهيئات كاملة لخدمة نزوات "البشوات" ورغباتهم، وهذا ما طلبه -أو أمر به- اللواء عبد الرحمن شرف مدير أمن كفرالشيخ، اليوم الإثنين، من خلال اجتماعه بالصحفيين ومراسلي المواقع الإخبارية والقنوات الفضائية، الذين قالوا بلسان الصمت "آمين"!
وفي مكتبه بديوان عام المديرية، وبحضور اللواء مصطفي تمام نائب مدير الأمن، والرائد اشرف نبيه مدير العلاقات العامه والإعلام بالمديرية، والرائد احمد العماوي مدير المكتب الإعلامي للمديرية، كان توزيع المهام الأمنية على السادة الإعلاميين.
ولم تكن مفاجأة على ممن تعودوا أن يكونوا "أسياد الناس"، أن يطلب أحدهم وهو مدير أمن كفرالشيخ، من الصحفيين والإعلاميين بضرورة المرور على مكاتب السادة الضباط -المصادر الأمنية- واخذ الموافقة والبركة منهم،قبل الشروع في نشر أي مادة تخص الانتخابات البرلمانية التي تجرى تحت بيادة الانقلاب، وهو ما يشبه نظام "الرقيب الأمني" الذي اخترعه المقبور جمال عبد الناصر في الستينات.
وبناء عليه فلا نشرات إخبارية ولا تقارير صحفية ولا صورة توحد الله إلا بعد مرورها على مقص الباشا الرقيب، بل بلغ الأمر ان مدير أمن كفر الشيخ قالها صريحة للإعلاميين الذين اعتبرهم بدرجة مجندين وعساكر، فأمرهم بـ"عدم الإعتماد او الحصول علي الأخبار او المعلومة من المواطن العادي"، وذلك لأن الانقلاب يعتبر المواطن كائن درجة خامسة ومصدر غير موثوق به!
وفي إعادة مريرة لمشاهد فيلم "الكرنك" طالب "الباشا" من الصحفيين التخابر الذي وصفه بـ"التعاون" مع مديرية الأمن خلال المرحلة القادمة، مبرراً ذلك بالأجواء التي تجرى فيها الانتخابات، معترفاً بالقلق والتوتر والترقب مع اقتراب ذكرى ثورة 25 يناير ، وموضحا أن هذه الإنتخابات سوف تنال جهدا كبيرا، ومعلنا في الوقت نفسه جهوزية شرطة الانقلاب للخوض في المزيد من دماء الشعب الثائر ان اقتضى الأمر ذلك وخرج الناس في تظاهرات ضدهم.
بعد كل ما مرّ وبعد هذه التحذيرات والإنذارات والتهديدات، قال مدير أمن كفر الشيخ أن "البشوات" يرحبون بـ"النقد البناء طالما أنه يخدم المواطن"، والوطن في هذه الحالة هو العسكر والشرطة ومعارفهم فقط، فهل يخضع الاعلام للترويض والتحويل الى مجرد "كلب حراسة" لدى البشوات؟!
