على وقع الأنباء المتواترة حول اختفاء حوالي 46 مصريًا في ليبيا، أغلبهم من الأقباط، في ظروف غامضة، وتعرض عدد آخر من العمالة المصرية هناك لتهديدات كثيرة بعد الغارات التي شنها قائد الانقلاب العسكري، عبدالفتاح السيسي، في الآونة الأخيرة، اهتمت عدد من وسائل الإعلام الأجنبية بالمعاناة المزدوجة التي تلاحق العمالة المصرية، التي باتت مسحوقة بين سندان الفقر في بلادها، ومطرقة داعش في ليبيا.. وهو ما نستعرضه في السطور التالية:
يقول موقع إنترناشيونال بيزنس تايمز الأمريكي، إن "أكثر من 45 ألف مصري مقيم في ليبيا، فروا منها بعد بث تسجيل مصور، الشهر الماضي، يُظهر قطع رؤوس 21 قبطيًا، لكن مئات الآلاف من المصريين لا يزالون يعيشون ويعملون عبر الحدود الغربية لليبيا، هربًا من الفقر في بلادهم، إلا أن العديد منهم يدخل ليبيا بطرق غير مشروعة ما يصعب مهمة الرصد الدقيق لعددهم".
وذكر موقع جلوبال بوست الأمريكي أن "بعض المصريين لدى عودتهم، حكوا الكثير من القصص حول التحديات والتهديدات الإرهابية التي واجهتهم، بخاصة بعد الغارة الجوية التي شنتها القوات المصرية في فبراير الماضي، ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".
وأضاف جلوبال بوست: "تعرض العديد من المصريين المقيمين في ليبيا لاعتداءات لفظية وجسدية من قبل الليبيين المتحمسين، الذين اعتبروا الضربات الجوية المصرية عدوانًا على سيادة بلادهم"، ناقلًا عن أحد العاملين في مجال البناء في بنغازي (30 عامًا)، قوله: "بعد الضربات الجوية، بدأ بعض الليبيون يتضايقون من البائعين والمشترين المصريين في الأسواق".
أما موقع المونيتور الأمريكي، فعلّق قائلًا: "العمال المصريون في ليبيا يدفعون وحدهم ثمن تهميشهم من الدولة، والصراع السياسي، وسط التهديدات المستمرة باستهدافهم"، مشيرًا إلى تقرير المركز العربي للبحوث والدراسات، الذي قال، إن "الوضع الذي يعيشه العمال المصرييون في ليبيا مزرٍ".
كما حمّل الدولة المصرية، المسؤولية الكاملة عن مقتل المصريين في ليبيا، ناقلًا عن بيشوى حنا (مواطن مصري)، قوله: "ندفع وحدنا ثمن انعدام فرص العمل، فنحن نطارد لقمة العيش"، فيما قال سامي عبدالخالق (باحث مصري في الشأن الليبي)، إنه "مع خطورة الوضع الأمني للمصريين في ليبيا، لا يزال جزء كبير لا يريد العودة، مفضلًا التعايش مع القلق الأمني، مقابل إيجاد مصدر للرزق".
على جانب آخر نقلت ديلي نيوز إيجيبت، أن أقارب 26 من المصريين المفقودين في ليبيا، التقوا مع المتحدث باسم الخارجية المصرية، لبحث سبل العثور على ذويهم، في حين قال نجيب جبرائيل، الناشط الحقوقي القبطي، إن المفقودين يصل عددهم إلى 45 شخصًا.
كما نقل موقع ستار إفريقيا، عن وزيرة القوى العاملة والهجرة بحكومة إبراهيم محلب، قولها إن "المصريين الذين يعملون في ليبيا تتراوح أعدادهم بشكل رسمي بين 500 إلى 800 ألف، ومعظمهم يعملون في المزارع وتقديم الخدمات".
