في الوقت الذي يتنافس فيه أثرياء العرب على توسيع دائرة احتكارهم للأسواق والسيطرة على منافذ الاقتصاد في بلدانهم للسيطرة على مصادر التشريع بما يكفل لهم الأمان من المساءلة والإفلات من المحاسبة نجد أن عشرات الأثرياء في الغرب يتنافسون على التبرع بأموالهم للفقراء والمرضى.
وتفيد تقارير اقتصادية بأن الأمر بلغ بعدد غير قليل من أثرياء أوروبا وأمريكا إلى التبرع بكل ثرواتهم وكل ما يملكون إلى الجمعيات الخيرية التي تُعنى خصوصاً بالمرضى والمساكين، لكن اليوم أصبحت هناك فئة مهمة جداً يحرص الأغنياء على إعطائها كل ما تحتاج بسخاء ويغدقون عليها بكل أنواع الرعاية، هذه الفئة هم الأطفال والشباب الراغب في التعلم، وخصوصاً من لديه مواهب خاصة وذكاء، وأيضاً من لديه استعداد لتعلم تخصصات مستقبلية في التكنولوجيات الحديثة بالأساس.
وحسب صحيفة “الراي” الكويتية، قدّم أثرى أثرياء العالم المشهورين مليارات من الدولارات، ومنهم بيل غيتس ووراين بافيت ومارك زوكربيرغ ورئيس آبل تيم كوك الذي اعتزم التبرع بثروته لأجل الأعمال الخيرية، ومعظم تبرعات هؤلاء كانت لمصلحة المدارس والمستشفيات ومقاومة الأمية والتحفيز على التعليم.
وتعدّد الصحيفة أمثلة ذلك؛ فمثلا فعائلة “كوش” الأمريكية الغنية جداً تبرعت وحدها بأكثر من 167 مليون دولار حسب موقع “فري بيكون” لمصلحة عشرات المدارس والجامعات، وحسب موقع “أوكسفورد ميل” فإن رجل أعمال في بريطانيا يدعى لين بلفاتنيك تبرع لجامعة أوكسفورد بنحو 75 مليون جنيه إسترليني، وتبرع رجل أعمال أمريكي يدعى ألين كويستروم بأكثر من 50 مليون دولار من أجل تطوير جامعة بوستن.
وبيّن تقرير متخصص أعدته شركة للمحاسبة القانونية تدعى “غيلمان، روزنبرغ وفريدمان” على موقعها أن “أكثر من نصف الأفراد من أصحاب الثروات في دول الغرب يخططون لترك بعض من ثرواتهم للأعمال الخيرية، وفقاً لدراسة حديثة، وأن تسعة من 10 يشاركون في نوع من الأعمال الخيرية”، وفق صحيفة “سبق”.
ويقدم المليارديرات عادة نحو 7 في المائة من دخلهم السنوي للجمعيات الخيرية، وقد ترك غالبية الأثرياء على سبيل المثال في الولايات المتحدة ما معدله 28 في المائة من أصولهم لمصلحة الأعمال الخيرية حسب ما قام به مسح مصرف (يو بي إس) لثروات 2200 أمريكي من الأثرياء.