اتسع خيال العسكر وإعلامه خلال أزمته مع جماعة الإخوان المسلمين، فلم يجد حرجا في تحميل الإخوان التي أعلن عن تأسيسها في 1928، سقوط الأندلس في عام 1492، وطوال عامين في الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، لم يترك العسكر أو اعلامه أزمة إلا ورمى أسبابها على الإخوان، بداية من انقطاع الكهرباء للتفجيرات التي تقع في كافة انحاء البلاد، وربطه مراقبون وخبراء بالمخابرات، مرورا بتلوث مياه النيل وغرق الفوسفات، حتى أسعار البنزين والخضر والفاكهة كان الإخوان وراءها وفقا لحجة السيسي ونظامه.
الإخوان بتشد فيشة الكهرباء
ومع اقتراب الذكرى الثانية للانقلاب، مازال النظام العسكري واعلامه المناصر له يحملون الإخوان مسؤولية انقطاع الكهرباء التي طالت فصلي الصيف والشتاء.
وعلى الرغم من اعلان إبراهيم محلب، رئيس الوزراء أن مصر ستشهد “صيف بلا ظلام” إلا انه لم تكد تمر ساعات معدودة علي هذا التصريح حتي غلف الظلام معظم محافظات الجمهورية لساعات طويلة وخاصة في محافظات الصعيد حيث تم اطفاء نور معابد الاقصر كما تم اظلام طريق مصر الفيوم، وامتد انقطاع الكهرباء لاول مرة الي ماسبيرو حيث تم قطع الارسال التلفزيوني والاذاعي.
وحمَّل محمد شاكر، وزير الكهرباء ،مسؤولية انقطاع الكهرباء على الإخوان، بزعم تدميرهم أبراج الكهرباء، مما أدى إلى تخفيف الأحمال.
وائل عقل، رئيس النقابة العامة للعاملين في الكهرباء والطاقة، قال إنه فوجئ بعد أزمة أنقطاع التيار الكهربائي الأخيرة بكتابات مكتوبة على الجدران مفاداها أن الكهرباء مازالت تقطع، وتطالب بعودة الدكتور محمد مرسي وجماعة الاخوان، وتشوه النظام الحالي.
وأعلن محمد اليماني، المتحدث باسم وزارة الكهرباء المصرية، عن استبعاد أكثر من 1000 موظف بقطاعات الوزارة لانتمائهم إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وقال اليماني إن وزارة الكهرباء من أكثر الوزارات إلتزاما بتعليمات الجهات الأمنية في التعامل مع الأشخاص الذين يرغبون في تعطيل الأداء.
وكان إبراهيم محلب رئيس الوزراء، ارسل خطابًا سريًا للوزراء لفصل أي منتمي للإخوان بالوزارة.
“الإخوان تشتم اللي بيزور مارينا”
الدكتورة بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة، قالت إن الوزارة اكتشفت 124 كتابا جديدا بمدارس المحافظة، تابعة لجماعة الإخوان، وتحرض الأطفال على العنف.
وأضافت “كشك”، أن المديرية اكتشفت هذه الكتب في مدرسة حكومية، وتقوم حاليا بفحصها، وأخذ صور فوتوغرافية منها، وكتابة النص الموجود في الكتب، وإرسالها للوزارة، تفادياً للوقوع في أي مشاكل جديدة، عقب واقعة حرق الكتب في مدرسة فضل.
وتابعت: “اكتشفنا إحدى الكتب باسم (قصة مصر)، نسخة أمريكية وليست مصرية، يحكى أن جماعة الإخوان جماعة مناضلة ومناهضة سياسيا، وأنها السبيل الوحيد لإنقاذ مصر”.
وأشارت كشك إلى أنه كان هناك كتاب اسمه “تربية البنات في الإسلام”، يوجد به فصل كامل بـ”يشتم الناس اللي بتروح مارينا”، ويصفهم بـ”أنهم نصابين وحرامية وتجار مخدرات”، قائلة: “لو واحد قرأ الكتاب ده، وشاف شخص مسافر مارينا هايقتله” حسب قولها.
وأكملت “كشك” أنه كان هناك فواصل كتب تحمل شارات رابعة ومكملين، مطبوعة داخل هذه الكتب، مضيفة، “الناس دى منظمة جدا، بدليل إنها فى خلال سنة قدروا يعملوا ده كله”.
الإخوان وراء أزمة البامية
واتهم الكاتب والسيناريست المصرى وحيد حامد، المعروف بعلاقاته مع نظام العسكر، جماعة الإخوان بتصدير أزمات غلاء الأسعار من أجل الإضرار بعبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب.
وقال حامد إن كتائب نشر الغضب والسخط تعمل بكفاءة تحسد عليها، وكتائب أخرى تزرع الإحباط واليأس فى جميع الأوساط، من بينها غلاء الأسعار والبامية فى مقدمتها وهى الأزمات التى ركز عليها الإخوان.
وأضاف حامد في مقال سابق بـ”المصري اليوم” أنه عندما هبطت علينا موجة الغلاء العاتية فى الأيام الأخيرة لاحظت أن التعامل معها إعلاميا حوّلها من مسألة اقتصادية إلى مسألة سياسية من أزمة مؤقتة إلى أزمة دائمة وارتفعت المطارق تهوى على رءوس أفراد الحكومة، وتدين النظام بالكامل وتتهمه بالعجز والفشل وسوء الإدارة، وقد تمادى البعض ظنا منه أن موجة الغلاء هذه كفيلة بإحداث ثورة ربما أزاحت الحكومة الحالية على الأقل.
الإخوان سمموا النيل
رضا عبد السلام، محافظ الشرقية، قال إنه لا يستبعد أن يكون هناك يد لجماعة الإخوان في إثارة أزمة التسمم، مضيفا: “هل نستبعد أن يضعوا لنا شيئا في اللقمة التي نأكلها، دول كفرة”، حسب تعبيره.
وفي السياق قال اللواء مليجي فتوح مليجي، مدير أمن الشرقية، إن الإخوان وراء واقعة تسمم أكثر من 500 مواطن بالشرقية.
وأضاف “مليجي” أن جماعة الإخوان وراء واقعة حالات تسمم الإبراهيمية بنسبة 99%، لأن مياة الصنبور جيدة ولا يوجد بها أي مشاكل علي الإطلاق وأنه في انتظار نتيجة تحاليل معامل الوزارة بشأن الواقعة للتعرف علي السبب الحقيقي.
إلا أن الإعلامية أمانى الخياط، ذهبت بعيدا وقالت إن الإخوان يحاولون أن يبعدوا جريمة غرق صندل الفوسفات بقنا عنهم، ويلصقوها بالداخلية.
وأضافت: “ودى عادتهم، ولكن من غبائهم فضحوا نفسهم، وثبتوا التهمة عليهم، لأن الإخوان هم أول من قالوا إن من كان يقود الصندل ضابط ومعه اثنان من العساكر، وهم أول من ربطوا بين تسمم الشرقية، وصندل قنا الغارق، لإبعاد التهمة عنهم”.
ظلام ماسبيرو
وحين تعرضت قنوات التلفزيون المصري لانقطاع مفاجيء جراء انقطاع التيار عن مبنى ماسبيرو، وتسويد الشاشات فى سابقة هى الأولى من نوعها داخل المبني كانت المتهم جاهزا، الإخوان وراء انقطاع التيار، والخلايا النائمة بدأت تنشط.
واتهم المسؤولين في ماسبيرو واعلام العسكر الإخوان وبأنهم هم من لهم اليد العليا فى قطع الكهرباء، وأن المبني به أكثر من 218 إخوانى.
وشهدت 37 شاشة التسويد، وفصلت الكهرباء عن 48 شبكة إذاعية، وتعطل جميع المصاعد الكهربائية بالمبنى، وكان المبني الوحيد الذى به كهرباء هو مكتب الامن.
