تعرض الشاب محمد أحمد بكري، 24 سنة، ابن مدينة حلوان، للتعذيب داخل سجون قسم شرطة حلوان، على يد الضابط أشرف عبد الرحيم، الذي قام بتعذيبه بالضرب المبرح، وكذلك منع الزيارات عنه، فضلاً عن تعنت إدارة السجن عن علاجه، ما أسفر عن وفاته؛ ليتكرر مشهد بلطجة رجال الشرطة من جديد.
الشاب محمد أحمد بكري، يعمل نجارًا وسائق سيارة أجرة، استوقفه أحد الضباط، قبل خمسة أعوام، ليسأله عن الرخصة؛ فوقعت مشادات كلامية وصلت إلى مشاجرة بينهما، ما دفع رجال الشرطة لاعتقاله وتلفيق تهمة تجارة المخدرات له.
أخلي سبيل محمد بعد الاعتذار للضابط، من قبل الشاب وأصدقائه وأهله؛ لتقرر النيابة إخلاء سبيله على ذمة القضية، بكفالة مادية، وضمان محل إقامته.
وبعد مرور ثلاثة أعوام، أصدرت النيابة قرار ضبط واحضار للشاب، المتهم في قضية متاجرة المخدرات، ليتم حبسه احتياطيًّا، دون أي أحكام، داخل قسم شرطة حلوان، بحسب أهله.
وفي تصريحات صحفية سابقة، قالت والدة بكري إنه كان يعاني من مرض السكر، وإنه يجب أن يتناول علاج الأنسولين، فكانت تذهب إليه يوميًّا صباحًا ومساءً، معها حقن الأنسولين، لإعطائها لابنها المعتقل، وأضافت أنه كان يعاني من المرض داخل السجن، دون أي اهتمام من إدارته لعلاجه.
واستمر الحال على ما هو عليه حتى انقلاب يوليو 2013؛ إذ قام رجال الأمن باعتقال المئات من معارضي حكم العسكر، فكانت تضطر إدارة السجن لنقل المعتقلين الجنائيين إلى سجن قسم شرطة 15 مايو (15 مايو تقع شرق حلوان وهي منطقة صحراوية)، لتوفير أماكن لاعتقال السياسيين، بحسب أمه.
واستكملت أنه كان يرفض أن يتم نقله إلى قسم شرطة 15 مايو، لأنه مريض بالسكر، وأنه يترجى الضابط أشرف عبد الرحيم، كي لا ينقله إلى السجن الصحراوي، كي يستطيع استكمال العلاج، الذي كان تذهب له أمه به، وأضافت: “في مرة رحت له فكان عليه أثر ضرب، وحكى أن الضابط جاء لينقله إلى سجن مايو، فاستسمحه محمد أن يتركه بحلوان؛ لأنه مريض بالسكر، فقام الضابط بضربه ضربًا مبرحًا، قائلاً له: “هو انت كل مرة تقول عندي السكر” واستكمل الاعتداء عليه، ورددت عليه قولت له حسبي الله ونعم الوكيل.. يا ابني احنا منقدرش نعمل حاجة للحكومة”.
وأضافت أمه أن ابنها طلب منها أن تحاول أن تتوصل لأي أحد وتطلب منه ألا يتم نقله إلى قسم مايو، لكي يستطيع استكمال علاجه، فقامت بالتواصل مع النقيب محمد جهاد، الذي قال لها إنه لن يتم نقله.
وبعد مرور الوقت، حاول الضابط أشرف نقله ثانية، وكان يقوله له لديّ حقنة أنسولين، ولا أستطيع الانتقال؛ إلى أن جاء يوم وحاول الضابط نقله، ليرفع له الشاب “أمبول” الأنسولين، فقال له الضابط “هو ده بقى الأنسولين اللي انت مش عاوز تتنقل علشانه”، فكسر الـ“أمبول”، وقام بضرب الشاب ضربًا مبرحًا تسبب في وقعه مغشيًّا عليه، وبالرغم من ذلك، قام بنقله إلى سجن قسم شرطة مايو، وهناك منعه من تلقي العلاج، وكذلك من الزيارة لمدة 11 يومًا، بحسب أمه.
وأضافت باكية: “ذهبت إليه إلى قسم مايو للاطمئنان عليه، والتأكد من أخذه لحقنة الأنسولين، ولكن إدارة السجن هناك منعتني من الزيارة والدخول إليه، ولما طلبت منه يدخل له الحقنة لأنه مريض سكر، قال لي هو عندنا إذًا سلامته مسؤولة منا، ونحن من سنقدم له العلاج، وإذا كان على الدكاترة، عندنا هنا أربعة أطباء”.
وقالت “ذهبت بعد الـ11 يومًا لكي أزوره، فبحثت عنه ولم أجده بين المسجونين، فسألت عليه قالولي مش موجود يبقى عنده عرض، لتعلم بعد ذلك أنه تم نقله الى قسم شرطة حلوان، وحين ذهبت هناك علمت أنه محتجز وفي غيبوبة بمستشفى حلوان العام وفي حالة صحية متدنية بسبب عدم تلقي العلاج”.
وأضافت: “ذهبت إليه في المستشفى فوجدته في غيبوبة ومعلق له محاليل، وكان في حاجة لعلاج ولم يقدم له أحد العلاج، ولا تقديم التحاليل اللازمة، مشيرة إلى أن طبيب بالمستشفى أكد لها انه حالته منتهية، وهي مسألة وقت فقط وسيموت”.
وظل الشاب محمد بالمستشفى لمدة أسبوع دون تقديم المساعدات له، وسط سعي ومحاولات أهله لإنقاذه، ولكن دون جدوى، حتى توفي يوم السبت 7 نوفمبر”.