أكدت الأمم المتحدة أن 20.000 شخص تجمّعوا عند معبر باب السلام الحدودي، صُنّف أغلب القادمين أنهم من ضمن أكثر المُقيمين في شمال سوريا فقرًا الذين اضطروا للبقاء طوال الصراع الذي أخلى الريف بين حلب والحدود، واختيارهم المنطقة التي تحتلها المعارضة السورية شرق المدينة.
وأدّى الهجوم البرّي الذي قام به حزب الله وميليشيات الشيعة إلى إرساء حصار على المدينة التي ظلت في قبضة المعارضة في شمال سوريا منذ يوليو 2012، اعترفت الفرق المتمردة في المنطقة -من بينها جبهة النصرة الموالية للقاعدة- أنه كان هناك بضعة كيلومترات فقط تفصل قوات الأسد على كلا الجانبين، ولكن تم غلق هذه الثغور في نهاية الأسبوع.
وهرعت الوكالات المُساندة في جنوب تركيا لتقديم الطعام والمأوى إلى تلك المجموعات الكبيرة التي هربت من الهجوم على حلب مع عدد من القادمين الذين ادّعوا أن مدنهم وقراهم قد تأثّرت بالتفجيرات.
واستقبلت تركيا أكثر من 250.000 لاجئ سوري طوال المعارك في سوريا وسمحت لمئات الآلاف بعبور الحدود الذين عبر منهم الكثير إلى أوروبا عبر الطرق البرية أو المعابر المميتة للبحر المتوسط، وتم إسكان الذين بقوا منهم في تركيا في مخيمات قرب المعابر الحدودية، غير أنه تم السماح العام الماضي للحالات الطبية الطارئة وزيارات الأسر غير المُرتبة بالدخول لتركيا.
وقال نائب مدير القضايا العالمية في منظمة العفو الدولية شريف السيد علي إنه لا ينبغي على تركيا أن تغلق أبوابها لليائسين الباحثين عن أمان لهم، مضيفًا أن هؤلاء الناس قد فرّوا من القصف والمعارك، وهم على الأرجح مصابون بصدمات نفسية وإنهاك شديدين، فعلى تركيا أن تسمح لهم بدخول أراضيها وعلى المجتمع الدولي أن يقوم بما ينبغي للتأكّد من إيصال الدعم الكافي للبلاد.
قال الناشط السوري بهاء الحلبي إن الطائرات الروسية لم تتوقف وهناك قصف جوّي كل دقيقة والطيران الروسي يرسل خمس أو ستّ طائرات معًا، وقد ضربوا حتى الآن ثلاثة أسواق محلية وسبّبوا الكثير من خسائر في أرواح المدنيين، وأضاف أن “الناس يفرّون حاليًا من حلب إلى الحدود التركية لكن الأتراك لا يسمحون لهم بالدخول وينامون في الحقول إذ لا شيء يحميهم من الصقيع، وهم لا يجرؤون على عبور المناطق التي تسيطر عليها القوات النظامية لأنهم سيُقتلون فورًا”.
ونشرت وكالات الأنباء الإيرانية يوم الجمعة الماضي، عن مقتل ضابط برتبة عميد وستة أفراد من قواتها الأمنية في المعركة، بينما لم ينشر حزب الله الذي لعب دورًا كبيرًا في الهجوم أي أرقام عن إصابات على الرغم من أن أعضاء الحزب في معقل ضاحية في جنوب بيروت قالوا بمقتل أربعة منهم.
ودمّرت الحرب التي بدأت منذ ثورة المواطنين السوريين على بشار الأسد مناطق واسعة من البلاد، وأجبرت أكثر من 6.5 مليون سوري على الفرار وتركت مليونا آخر بداخل سوريا يعانون من القصف والحصار.