ينقسم اليهود في إسرائيل عادة, إما وفقا لانتمائهم الطائفي, أو تبعا لاتجاهاتهم الدينية.
ويحدد انتمائهم الطائفي وفقا "للدولة" أو المنطقة التي قدموا منها الى إسرائيل، وهذا التقسيم ناجم عن التباين الملحوظ الذي نشأ بين أبناء الشعب اليهودي, في العادات والتقاليد والمفاهيم وأسلوب الحياة, خلال سنوات تشتتهم الطويلة في مختلف أنحاء العالم.
وعلى هذا الأساس جرت العادة على تقسيم المجتمع اليهودي في إسرائيل إلى ثلاث مجموعات كبيرة هي: يهود الغرب الاشكناز, الذين تطورت عاداتهم في منطقة نهر الراين في ألمانيا خلال العصور الوسطى, ثم انتشروا في شرقي أوروبا, ومنهم من هاجروا من أوروبا إلى أمريكا الشمالية والجنوبية, أو إلى جنوب إفريقيا وإستراليا.
أما المجموعة الطائفية الثانية, فتشمل اليهود (السفارديم) وهم أحفاد اليهود الذين تطورت عاداتهم وتقاليدهم في إسبانيا والبرتغال ثم طردوا منهما في نهاية القرن الخامس عشر, فاستقروا في حوض البحر الأبيض المتوسط والبلقان.
والمجموعة الطائفية الثالثة, تتكون من اليهود الشرقيين, وهم اليهود الذين قطنوا طوال مئات السنين في بلدان شمال وشرق إفريقيا وأسيا الغربية, ومنها منطقة الشرق الأوسط.
وإلى جانب هذا التقسيم تجري العادة أيضا على تقسيم المجتمع اليهودي في اسرائيل وفقا لاتجاهاتهم الدينية.
والجدير بالملاحظة بهذا الصدد ان أبناء الشعب اليهودي حرصوا على مر الأجيال أينما كانوا, على مراعاة تقاليد الديانة اليهودية وفرائضها، إلا أنه خلال القرنين الأخيرين, تأثر أبناء الشعب اليهودي الذين عاش السواد الأعظم منهم في أوروبا, بالتطورات التي مرت بها هذه القارة, مما أدى إلى تغييرات عديدة في مختلف المجالات, بما فيها المجال الديني.
فمن جهة انتشر لدى الشبان اليهود في تلك الحقبة تيار العلمانية الذي اجتاح القارة الاوروبية, فبدأ العديد منهم يتركون العلوم والعادات الدينية, ويتبنون طريقة الحياة العلمانية بهدف الاندماج بالمجتمع المحيط بهم.
ومن جهة اخرى, حاول غيرهم التوفيق بين الدين والافكار الجديدة.
ومن جهة ثالثة بقي اولئك الذين ما زالوا يحافظون على الشريعة والتقاليد كما كانت سابقا.
وقد اثرت هذه التطورات الدينية لدى الشعب اليهودي في المهجر, على يهود البلاد أيضا, حيث يمكن تقسيم المجتمع اليهودي في البلاد اليوم الى أربع مجموعات رئيسية من حيث اتجاهاتهم الدينية, اولاها مجموعة اليهود العلمانيين, الذين لا يلتزمون باغلب الفرائض والشعائر الدينية, ويتبعون اسلوب حياة ليبراليا, أسوة بإسلوب الحياة المتبع في دول الغرب.
أما المجموعة الثانية, فتتمثل باليهود التقليديين الذي يلتزمون ببعض الفرائض والشعائر الدينية. وهناك مجموعة ثالثة تضم اليهود المتدينين, وهم يحرصون على أداء جميع الفرائض والشعائر الدينية, مع الاحتفاظ باسلوب حياة عادي.
والمجموعة الأخيرة هي مجموعة اليهود المتزمتين المتشددين في الدين, وهم يتبعون اسلوب حياة خاصا بهم, ويعيشون في مجموعات صغيرة منغلقة على نفسها.
اما عدد يهود إسرائيل, فبلغ قبل شهرين حسب معطيات دائرة الإحصاء المركزية 5 ملايين و900 آلف نسمة تقريبا, أو ما يوازي 75 % من مجمل تعداد إسرائيل.