أكد الدكتور كمال حبيب، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن الحديث عن وجود تنظيم دولي لجماعة الإخوان المسلمين هو مجرد كلام إعلامي أكثر منه حقيقي علي أرض الواقع.
وقال: "كانت هناك بالفعل محاولات لإيجاد تنظيم دولي ورابطة جامعة لكل الإخوان المسلمين في كافة دول العالم ومن يقتربون من فكرهم خلال الثمانيات، إلا أنه تم تجاوز هذا الأمر فيما بعد، خاصة أنه لا يوجد مرشد عالمي أو مكاتب إرشاد دولية".
ونوه حبيب في تصريح خاص لـ"رصد.كوم" إلي أن علاقة الإخوان ببعضهم البعض في مختلف البلاد تشبه" كونفدرالية" عامة وعلاقة روحية لكنها ليست رسمية ملزمة بتعليماتها وأوامرها، فهم متأكدون أن كل دولة لها ظروفها المختلفة والخاصة بها، ومعظم قيادات الإخوان في الخارج تجاوزوا فكرة التنظيم مثل دولة تونس التي أصبح لقيادات الإخوان هناك فكر مختلف وعلي رأسهم راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة بتونس – المحسوب علي جماعة الإخوان المسلمين- لا يعتبر نفسه شخصا تنظيميا وأنه تخطي هذا الأمر، مؤكدا أنهم يعملون وفق قاعدة أهل مكة أدري بشعابها.
وأضاف حبيب "أن ما يربط جماعة الإخوان في الدول هو المصالح الوطنية لبلادهم، وهو ما يحكم علاقاتهم، إلا أنه قد تكون هناك علاقات بين القيادات لكن معظمها يكون ذا طابع شخصي وإنساني بحت وبعضها يكون علاقة تاريخية وفكرية ومرجعية مؤسس الجماعة "حسن البنا" ، مشيرا إلي أن فكرة الخلافة الإسلامية لم تعد موجودة الآن، ويعتبرونها حلم فات أوانه، نظرا للظروف الحالية والتي تغيرت كثيرا عما كانت عليه منذ عشرات السنين، ويرون أن الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة أصبحت تفرض نفسها علي الجميع.
وتابع قائلا : "لكن الإخوان قد يرون أنه ينبغي أن تكون هناك وحدة للعالم العربي لكنها لا تقوم علي فكرة إحياء الخلافة الإسلامية ومن خلال التنظيم الدولي، بل ما يشبه الاتحاد الأوروبي، وتكون هذه الوحدة علي أساس المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة أكثر منه أي شيء أخر".
