أكد محمد عصمت سيف الدولة، الباحث في الشأن القومي العربي، أن عملية اغتيال العميد عادل رجائي هى جريمة خسيسة بكل المقاييس، فكل أنواع القتل خارج القانون هى جرائم تستوجب الإدانة والعقاب، ومرتكبوها مجرمون أيًا كانت طبيعة الجناة أو الضحايا، سلطة أو معارضة، مدنيين أو شرطة وعسكريين، وأخس أنواع القتل هو القتل عن بعد، بالتفجير والتفخيخ والقنص والاغتيال وما شابه.
وقال سيف الدولة في تصريح خاص لـ”رصد”: إن ما يزيد الطين بلة، هو حالة الانقسام والاستقطاب والصراعات القاتلة التى ضربت مصر والمنطقة، والتى تدفع البعض الى تحليل وتبرير وتاييد قتل خصومهم السياسيين، سواء كانوا فى السلطة او المعارض.. دائما يلجأ هؤلاء الى أسئلة من عينة “من المستفيد من عمليات القتل” او ابحث عن المستفيد… الخ، للتهرب من اتخاذ موقف ادانة صريحة لجرائم قتل خصومهم، خاصة وأن نظرية من المستفيد، هى مسألة مجردة، تقبل كل التحليلات والتفسيرات والاحتمالات، بينما جرائم القتل وضحاياها هى حقائق ووقائع ثابتة على الارض.
واضاف: فى دول العالم الثالث التى ننتمى اليها، فان التخلف متغلغل فى كل المؤسسات بما فيها المؤسسات الامنية، التى غالبا لا يكون لديها الكفاءة الكافية لتنفيذ مثل هذه الأنواع من العمليات القذرة بدون ان تكشف نفسها او تتسرب اسرارها.
وأوضح سيف الدولة انه فيما عدا حالات الاحتلال، فان عنف السلطة وارهابها، لا يبرر العنف والارهاب المضاد، وإنما يستدعى تكاتف كل القوى السياسية والتمسك بسلميتها لعدم إعطاء الذرائع لمزيد من عنف السلطة وقمعها.
وتابع: إن شرعنة العمليات الارهابية او السكوت عن ادانتها او التبرير لها، له مخاطر وأضرار؛ فالعنف والاغتيال والارهاب والعسكرة والتخلف عن السلمية.. الخ، تفتح ابواب جهنم على الجميع، لعدة أسباب أولها ان الدول والنظم والحكومات أقدر من غيرها على ممارسة الارهاب وتصفية خصومها فيما لو تم فتح هذا الباب، كما انها تعطي السلطة ذرائع ومبررات لاحكام قبضتها البوليسية والعصف بمزيد من الحريات، واتخاذ وتجديد ومد الإجراءات الاستثنائية، كما ان المعارضة السلمية دائما ما تكون من اول الضحايا لأعمال العنف، أضف الى ذلك ان احداث السنوات الماضية اثبتت انه حين تُعسكر الثورات او المعارضة فإن صناع وموردي السلاح من الدول الكبرى يكون لها اليد الطولى والكلمة النهائية، فتفقد الشعوب والحركات والثورات والمعارضات استقلالها.
وعن موقف الاعلام من حوادث الاغتيالات اشار سيف الدولة الا انه دائما ما يوظف اي حدث للدفاع عن موقف السلطة، سواء كان حدثا متوقعا من قبل او حدثا مفاجئا، الموقف الوحيد الذى يجب التركيز عليه بعد أي عملية اغتيال او تصفية او قتل خارج القانون هو ادانتها بعبارات صريحة وواضحة وفقط.