شهد هذا العام ارتفاعًا جنونيًا في الأسعار بمختلف مستلزمات الأسر المصرية، بدءًا من أسعار السلع الأساسية نهاية بالأثاث، خاصة بعد قرار البنك المركزي بتحرير سعر صرف الجنيه، ليلامس سعر الدولار حاليًا 20 جنيهًا.
وكعادة المصريين كان لابد من ابتكار سبل جديدة للتغلب علي ارتفاع الاسعار بشكل يتماشي مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ استخدامها بشكل اقتصادي يدر دخلا على الأسرة، بدلا من وظيفتها الاجتماعية المعتادة، ما خلق سوقًا الكترونيًا موازيًا للسوق المحلي.
بيع أي حاجة:
انتشرت في الآونة الأخيرة “جروبات” علي الفيس بوك وظيفتها الاساسية بيع أي مستلزم من مستلزمات المنزل غير المهمة، لشراء ما هو أهم.
يتم وضع المنتج المراد بيعه مع وصف كامل لحالته وسعره مصحوبا بعنوان البائع وعنوانه، ومن يرغب في الشراء يتواصل مع صاحب العرض لانهاء الصفقة دون أي مصاريف اضافية.
بعد الانتشار المهول لتلك الفكرة، ظهرت العديد من التطبيقات علي الهواتف المحمولة التي تساعد علي بيع المستعمل عن طريق تصوير المنتج ووضعه علي موقع معين لتسويقه مقابل رسوم بسيطة، ومن أبرز تلك التطبيقات ” OLX” التي استطاعت استغلال تلك الظاهرة وتحقيق مكاسب ضخمة.
بيع المستعمل ونص العمر:
تعد تلك الفكرة، فكرة نسائية بحتة، حيث لجأوا إلى إنشاء جروب “ملابس مستعملة للبيع بأقل سعر”، بعد أن رفعن شعار “الحاجة أم البيع” وتعددت تلك الجروبات على مستوي الجمهورية، وأصبحت كل محافظة تضم مجموعة أعضاء يبلغ عددهم الآلاف وأحيانا مئات الآلاف لبيع الملابس المستعملة والمستلزمات المختلفة تحت مسمي “كراكيب الهوانم”.
وشهد فصل الشتاء ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الملابس الشتوي “رجالي – حريمي”، ذلك بسبب ارتفاع سعر الدولار لأعلى مستوياته ولأول مرة، حيث وضح الكثير من الخبراء، أن الملابس زاد سعرها حوالي 50% مقارنة بالشتاء الماضي، في الجملة والقطاعي؛ ما زاد الطلب علي جروبات الأون لاين والمستعمل، وأصبحت ربات البيوت بمثابة تجار يعرضن “البضاعة” علي الزبائن دون بذل مجهود، مع التأكيد علي أنها من خامة “تركية نظيفة” لضمان سرعة البيع.
وأصبح الفيس بوك منصة جيدة لبيع فساتين الزفاف، فمن تمر بأزمة مالية، تستطيع التغلب عليها من خلال استغلال فستان زفافها وعرضه للايجار مقابل مبلغ مادي معين
مع مراعاة وجود قوانين محددة تحدد سعر البيع والشراء، أبرزها عدم الجدال في الأسعار على اعتبار أنها مستعملة وبسعر نهائي، وعدم الاستهزاء بأي منتج معروض والتجريح فيه أو في عارضه، مع مراعاة الصدق أثناء وصف حالة المنتج وسعره.
مع الوضع في الاعتبار عدم الخروج عن هدف الجروب، والبعد عن حديث السياسة والدين والإعلانات ومواضع الجدل والخلاف، للحفاظ على روح الجروب المطلوبة لإتمام المشروع.
من العالم الافتراضي لأرض الواقع:
وفّرت تلك “الجروبات” مزايا عدة لربات البيوت، حيث يمكن عرض وبيع واستبدال أي منتج في أي وقت خلال 24 ساعة، وتوفر الجهد والوقت بدلا من النزول والبحث عن المنتج المطلوب، ومع الوقت أصبحت تلك مهنة لبعض السيدات غير المشتغلات، واستطعن فتح باب رزق جديد لهن.
فبعد نجاح تلك التجارب “الفيسبوكية”، عمدت تلك الجروبات إلي الخروج من عالم فيس بوك الافتراضي إلى العالم الواقعي بتنظيم معارض بسيطة تضم تلك المنتجات، ومن أبرزها جروب “حد يعرف” الذي نظم الشهر الماضي “مهرجان الشتاء” لمنتجات وخدمات المرأة، وهو أول حدث ينظمه الجروب النسائي الذي يضم نصف مليون عضو بعد أن تحول إلى شركة الشهر الماضي، تضم نساء استطعن خلق مهن جديدة من رحم الأزمة، ولا يمكن انكار أن تلك الجروبات أثرت بشكل كبير علي مستوي البيع في السوق المحلي، إلا أن أعضاء الجروبات أكدوا أنه “عقاب جيد يليق باصحاب المحال التجارية بعد رفع الأسعار بشكل جنوني”
الميك آب المستعمل:
استطاع الفيس بوك ، كسر قاعدة غير مألوفة، وهو بيع “المكياج المستعمل”، فمن المعروف أن كل فتاة تحرص على أدوات زينتها وتحرص كل واحدة منهن على أدواتها كمظهر اجتماعي تفاخري بماركاتها أو صحي على الأقل.
إلا أن الماركات العالمية أصبحت مسوغا أكبر للبيع، فكلما كانت العلامة التجارية عالمية كان السعر أعلى وتزايد التهافت عليه، وانتشرت في الآونة الأخيرة جروبات بيع المكياج النص عمر والمستعمل، ووصل عدد الأعضاء للآلاف، بعد أن ارتفعت أسعار أدوات التزيين لـ30% هي الأخرى.
4.2 مليار جنيه
حيث شهدت منصة أوليكس مصر نموا هائلا بنسبة 82% في عدد الزيارات، و65% زيادة في عدد المستخدمين النشيطين و62% في عدد الإعلانات المدرجة في جميع الفئات وذلك في الفترة من شهر يناير 2016 إلى شهر يونيو 2016 مقارنة مع الأشهر الستة الأخيرة في العام 2015.
وأكد عدد من التقارير أن المصريين أصبحوا أكثر انفتاحاً لبيع أغراضهم المستعملة عن طريق الإنترنت، حيث بحث المصريون تحديداً عن وسائل للتبريد، إذ كانت “المكيفات الهوائية” الكلمة الأكثر بحثًا، وكذلك الآيفون، الكلاب، الصالونات وأجهزة البلاي ستيشن 4 والملابس الشتوية.