قال الناقد السينمائي المصري سمير فريد إن الأنظمة العربية تخشى السينما لأنها أكثر تأثيرًا على مختلف فئات الجمهور، كما أنها محببة لسهولة تلقيها.
جاء ذلك في أعقاب تكريمه من قبل مهرجان “برلين” السينمائي الدولي بجائزة “كاميرا البرلينالي” التقديرية في حفل خاص مع المنتجة والموزعة الصينية نانسون شي والممثل الأسترالي جيفري راش.
وأضاف فريد في حوار خاص له مع “بي بي سي” العالمية أن حركة السينما المستقلة الآن في ازدهار كبير في الوطن العربي، وأن المشكلة لا تكمن في وجود المبدعين أو الإبداع؛ إلا أنها تتمثل في علاقة الحكومات العربية بالسينما.
ولا يرى “سمير” أن الرقابة تمثل مشكلة للإبداع؛ لأن الفنان يجب أن يتحايل على الرقيب ليظهر مدى موهبته.
وفي هذا الصدد، كثيرًا ما شكّلت السينما الواقع السياسي ومثّلت لكثير من الأنظمة هاجسًا دفعها إلى محاربتها ومنْعها في أحيان كثيرة؛ ومن الأفلام التي كان لها هذا التأثير:
1- الميدان
“الميدان” فيلم مصري أميركي للمخرجة جيهان نجيم، رُشح ضمن القائمة الأخيرة لجائزة “أوسكار” للأفلام الوثائقية، وحصلت النسخة الأولى منه على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان تورنتو السينمائي، وهو أول فيلم مصري يصل إلى المرحلة النهائية في ترشيحات جوائز الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم السينمائية.
يروي الفيلم حكاية ثورة 25 يناير منذ بدايتها والمستمرة من جذورها في ميدان التحرير وخلع الرئيس السابق حسني مبارك، وذلك عبر يوميّات مجموعة من الشباب الذين ينتمون إلى تيارات فكرية مختلفة.
2- غاندي
فيلم تاريخي أُنتج عام 1982، وهو من الأفلام ذات الإنتاج الضخم، حاز الفيلم ثماني جوائز “أوسكار”، ويتحدث عن حياة مهاتما غاندي، قائد مقاومة اللاعنف في الهند ضدّ حكم بريطانيا العظمى الاستعماري للهند خلال النصف الأول للقرن الـ20.
3- عمر المختار
“عمر المختار”، أو “أسد الصحراء”، يعد فيلمًا ضعيفًا من الناحية المالية؛ لكنه حقق نجاحًا تاريخيًا وأرباحًا عالية. يتحدث عن الزعيم القبلي الليبي عمر المختار، الذي قاد ثورة الشعب الليبي ضد الاحتلال الإيطالي قبيل الحرب العالمية الثانية، وتم إنتاجه باللغة الإنجليزية، وأنتج نسخة عربية منه لاحقًا، ويُذكر أن الفلم تم منعه في البداية في إيطاليا.
4- الأرض والحرية
للمخرج البريطاني كين لوتش، الذي يعد من كبار المتخصصين في صنع أفلام مستوحاة من الثورات، ويحكي الفيلم عن عاطل إنجليزي منتمٍ إلى الحركة الشيوعية يذهب إلى إسبانيا لمحاربة الفاشية بعد استيلاء الجنرال فرانكو على الحكم في ثلاثينيات القرن الماضي، وهناك ينضم إلى مليشيا “باوم” المقاوِمة ويصادق أشخاصًا من جنسيات مختلفة جاؤوا لنفس السبب.
أهم ما في الفيلم الحوار الذي دار في إحدى القرى الإسبانية وكان جزءٌ منه مرتجلًا مع الفلاحين الحقيقيين وناقش حاجة البلاد إلى الثورة. وفي هذا الحوار ترى كل القضايا التي تقابل الثوار في كل زمان ومكان، ومدى ارتباط الشعارات الثورية بالواقع وتساؤل الفلاحين والمناضلين عن حجم الاحتياج إلى الثورة.
5- April Morning
“صباح أبريل”، فيلم أميركي مأخوذ من رواية تحمل نفس الاسم، تتحدث عن فتى يشهد معركة “لكسينتجون” ويتحدث عن بدايات الثورة الأميركية على المستعمرات البريطانية والجنود البريطانيين الذين كانوا يتصرفون بالبلاد على طريقتهم، ويتناولُ أيضًا جدليات بداية تأسيس حقوق الإنسان وقيم اللاعنف والسلام.
6- CHE
“تشي” فيلم سينمائي أُنتج عام 1969، يتحدث عن الثورة الكوبية الشهيرة، وعلى رأسها البطل الأرجنتيني الشهير “تشي جيفارا”، ويمثل دوره الممثل عمر الشريف، ضد الديكتاتور “باتيستا” في كوبا؛ ومن ثم محاولة جيفارا جلب الثورة إلى بوليفيا حتى وفاته، وتم إخراج الفلم باللغتين الإنجليزية والإسبانية.
7- مقتل تروتسكي
يأتي فيلم “مقتل تروتسكي” للمخرج الأميركي جوزيف لوزي عن الثورة الروسية، ويحكي قصة اغتيال المفكر الكبير “تروتسكي” الذي اختلف مع “ستالين” وترك الاتحاد السوفيتي عام 1929 إلى المكسيك فأرسل وراءه “ستالين” من يقتله.
8- ماري أنطوانيت
تصدّر فيلم “ماري أنطوانيت” قائمة أفضل الأفلام التي قدّمَت للثورة الفرنسية، وقد لا يحاكي هذا الفيلم الثورة الفرنسية بالمعنى الصحيح؛ إلا أنه تناول الأسباب التي أدّت إلى هذا الحدث الكبير.
وحقق الفيلم أعلى إيرادات في عام 1930م، بينما وصلت ميزانيته إلى مليوني دولار؛ وبذلك أصبح الفيلم الأعلى تكلفة إنتاجية في فترة الثلاثينيات.
الفيلم من بطولة نورما شيرير وتيروني باور وروبيرت مرولي وآنيتالويز.
