هاجم معظم مرشحي الرئاسة الفرنسية، أمس الأحد، حكومة بلادهم لسماحها بزيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو لأراضيها وحضور تجمع في قصر المؤتمرات بمدينة ميتز لحض الأتراك على المشاركة في الاستفتاء لتعزيز صلاحيات الرئيس التركي، وذلك في خضم أزمة بين أنقرة وبلدان أوروبية أخرى، على رأسها هولندا؛ بسبب منع تجمعات وزيارات مشابهة.
اليمين واليمين المتطرف
هاجم اليمين واليمين المتطرف الفرنسيان والمرشح المستقل للانتخابات الرئاسية إيمانويل ماكرون الأحد السلطات الفرنسية لموافقتها على حضور وزير الخارجية التركي إلى فرنسا لحض مواطنيه على المشاركة في الاستفتاء لتعزيز صلاحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وردًا على هذه الزيارة والتجمع، كتبت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان تغريدة قالت فيها: “لماذا علينا أن نتسامح على أرضنا مع أقوال ترفضها ديمقراطيات أخرى؟ لا نريد حملات انتخابية تركية في فرنسا”.
وبعد منع الوزير التركي مولود تشاوش أوغلو من زيارة هولندا السبت، سمحت له السلطات الفرنسية بالمشاركة الأحد في تجمع في مدينة ميتز في شمال شرق البلاد أمام نحو ألف شخص في قصر المؤتمرات؛ تلبية لدعوة جمعية محلية.
من جهته، اتهم مرشح اليمين فرانسوا فيون الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند بـ”الابتعاد بشكل فاضح عن التضامن الأوروبي”؛ لأن تجمعات تركية عدة مماثلة ألغيت خلال الأيام الماضية في ألمانيا والنمسا وسويسرا وهولندا.
وقال فيون في بيان: “كان لا بد من اتخاذ موقف مشترك إزاء الطلبات التركية، وكان من الأفضل لو منعت الحكومة الفرنسية تنظيم هذا التجمع”.
ووصف المرشح المستقل إيمانويل ماكرون تصريحات أردوغان بـ”غير المقبولة”، مضيفًا: “على بلادنا ألا تقبل بأن يحصل أي انفلات على أراضيها ولا أي هجوم على ديمقراطيتنا أو على حلفائنا وقيمنا”.
مهاجمة هولندا
وفي كلمته التي نقلتها مباشرة شبكات تلفزيون تركية، هاجم الوزير التركي هولندا ووصفها بأنها “عاصمة الفاشية”، وهو تعبير سبق أن استخدمه أردوغان خلال الأيام الماضية بعدما منعت “لاهاي” زيارة تشاوش أوغلو.
ودعا الوزير التركي مواطنيه إلى الموافقة على مشروع تعديل الدستور لتعزيز صلاحيات الرئيس التركي خلال الاستفتاء المقرر في السادس عشر من نيسان/ أبريل.
“خطر على الديمقراطية”
وقال المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية بنوا آمون إن “دور فرنسا لا يقضي بأن نمنع نقاشًا رغم خلافاتنا مع أردوغان”، قبل أن يضيف: “إلا أن على تركيا أن تعود إلى المنطق، وعندما تقرر ألمانيا أو هولندا عدم الترخيص لقيام تجمع فإن المقارنة مع النازيين لا يمكن تبريرها بأي شكل”.
وفي السياق نفسه، قال المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية الفرنسية هنري غينو إنه ما كان على فرنسا أن توافق على إقامة هذا التجمع، معتبرًا أن الرئيس التركي “خطر على الديمقراطية والسلام في العالم”.
تبرير باريس
أما وزير الخارجية جان مارك إيرولت فاعتبر أن هذا اللقاء في ميتز يأتي في إطار احترام “حرية التجمع” ودعا إلى “التهدئة” بشأن الأزمة بين هولندا وتركيا.
وشكر أردوغان الأحد فرنسا لسماحها بزيارة تشاوش أوغلو وهنأها لأنها “لم تقع في الفخ”.
ويعيش في فرنسا نحو 700 ألف تركي أو فرنسي من أصل تركي، بينهم 160 ألفًا في شرق البلاد، وهناك 70 ألفًا منهم تسجلوا على اللوائح الانتخابية التركية، ينتخب منهم عادة نحو 60%.