شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هافينجتون بوست: أزمة الخليج واحتماليات التصعيد

هافينجتون بوست: أزمة الخليج واحتماليات التصعيد
بنظرة سريعة على الأسابيع السابقة يمكننا أن نرى قدرة قطر على تخطي أزمة المقاطعة؛ بسبب مساعدة تركيا وإيران لها على مقابلة احتياجاتها من المياه والغذاء، بجانب احتفاظها بإمكانية الوصول إلى ممرات الشحن الدولية، وحفاظها على

قال الباحث في شؤون الشرق الأوسط «جيمس دورسي» إن الأزمة الخليجية ستتصاعد مع تجاهل الدوحة الموعد النهائي المحدد لها (الاثنين المقبل) للموافقة على قائمة الطلبات التي تقوّض من سيادتها وتهين أميرها تميم بن حمد.

وتأمل السعودية والإمارات، منذ بداية الأزمة في الأربعة أسابيع الماضية، أن تخضع قطر إلى الشروط التي وضعتاها، وأكدتا أن هذه الشروط لا تخضع إلى المفاوضة. لم تقدم الرياض وأبو ظبي للدوحة أيّ وسيلة للخروج المُشرّف من هذه الأزمة؛ ويبدو أن هذه المطالب وضعت لإهانة قطر عمدًا.

ومن المرجّح أن يزيد التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات من مقاطعته لقطر بمجرد انتهاء المهلة المعطاة لها؛ لكنّ توقّع وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش بالانقسام، الذي قد يؤدي في النهاية إلى مغادرة قطر مجلس التعاون الخليجي، لن يُساهم في تقليل حدّة التصعيدات أو إنهاء الأزمة، ولن تساعد أيضًا محاولات وقف عضوية قطر في الجامعة العربية في تهدئة الوضع.

كما اعتبر «جيمس» أن تصورات السعودية والإمارات بأن سياسات قطر تمثل تهديدًا لسيادتهما لن تتأثر بضغوطهما عليها؛ بل على العكس يمكن أن يساهم ابتعادهما عنها في استكمال مسارها. إضافة إلى ذلك، فإن قدرة الدوحة على تحدي الرياض وأبو ظبي يمكن أن تضع حدًّا لقوة البلدين وسيطرتهما في المنطقة.

قدرة قطر وتحديات المنطقة

بنظرة سريعة على الأسابيع السابقة يمكننا أن نرى قدرة قطر على تخطي أزمة المقاطعة؛ بسبب مساعدة تركيا وإيران لها على مقابلة احتياجاتها من المياه والغذاء، بجانب احتفاظها بإمكانية الوصول إلى ممرات الشحن الدولية، وحفاظها على تعاملاتها العادية دون انقطاع مع النظام المالي العالمي.

وعلى الرغم من تصاعد الأزمة الخليجية؛ فإن قطر والسعودية والإمارات أبقوا تعاملات البترول والغاز الطبيعي بعيدًا عن معركتهم، واستمرت الدوحة في ضخ الغاز الطبيعي لدبي، وتعتمد الإمارات على الغاز الطبيعي لقطر بنسبة 40%.

بالمثل حرصت السعودية على ألا تعطّل سوق ناقلات النفط وتعقد صادرات الطاقة بالنسبة إلى قطر بحظر التحميل المشترك للسفن. في حالة اتخاذ تحرّك مخالفٍ، فإن ذلك لن يخلق تحديات لوجيستية للدوحة فقط، ولكن أيضًا لعملاء الرياض، بعد اضطرارهم إعادة تنظيم عشرات الشحنات؛ ما سيقلل من عدد السفن المتاحة ويزيد من تكاليف الشحن.

وتأمل قطر أن تؤدي قدرتها على تحدي المقاطعة إلى إجبار السعودية والإمارات على التصعيد، ما سيؤدي إلى نتائج عكسية؛ وهو ما قد يحدث في حالة مساومتهما شركاءهما التجاريين للانحياز إليهما ضد الدوحة، وهو ما يعد فرض إرادتهما على الآخرين.

يرى «جيمس» أن المعركة حتى الآن شهدت صعوبة بالنسبة إلى السعودية والإمارات؛ بسبب رفض قطر الخضوع، ودون استعداد غالبية الدول الإسلامية لاتباع خطي الرياض ودبي، إضافة إلى غضب المجتمع الدولي من نهج البلدين الذي قد يهدد بتعقيد المعركة ضد تنظيم الدولة، ويخاطر بتقلب سوق الطاقة، ويزيد من اضطراب المنطقة التي تشهد تقلّبات.

وعلى الرغم من إنكارهما ذلك، لكن يبدو أن نهج السعودية والإمارات بفرض شروط يستحيل الموافقة عليها هو مقدمة لتغيير النظام في قطر في حالة إثباته قدرته على التحايل على المقاطعة لفترة طويلة.

أساليب ذات حدين

ساهمت وسائل الإعلام التابعة للسلطتين السعودية والإماراتية في تقويض موقف الشيخ تميم بن حمد، عبر الهجمة غير المسبوقة على العائلة الحاكمة لقطر وعشيرتها، واستضافة أفراد عائلة منشقين وغيرهم من الضباط العسكريين السابقين المعارضين لسياسات الأمير.

وضعت السعودية والإمارات أنفسهما في مأزق باستراتيجيتهما التي تقترح تكرار الانقلاب العسكري الوحشي الذي وقع في مصر 2013 بشكل أو آخر؛ بسبب الدعم القطري الذي يحظى به الشيخ تميم بن حمد.

يمكن لأساليب السعودية والإمارات ومطالب لهما، مثل غلق القاعدة العسكرية التركية في الدوحة ووقف التعامل مع إيران وغلق وسائل الإعلام التابعة لقطر، من أهمها «الجزيرة»، أن تكون سلاحًا ذا حدين.

في تحرك قد يساهم في قلب الرأي العام القطري ضدهما، اتّهمت السعودية والإمارات دولة قطر بمزاعم دعم جماعة الحوثيين؛ رغم إصابة ستة جنود قطريين أثناء دفاعهم عن جنوب غرب المملكة السعودية.

من بين مطالب السعودية والإمارات قطع قطر علاقتها مع «المليشيات» والجماعات الإسلامية. لكن، في الوقت الذي تتضح فيه محاولة الدوحة رعاية هذه العلاقات، يتضح أيضًا أن جماعات منها تمتعت بالدعمين التكتيكيين الغربي والسعودي.

في حالة الحوثيين، حاولت قطر الحفاظ على اتصالاتها معهم أثناء انضمامها إلى التحالف السعودي لقتالهم؛ بسبب الجهود القطرية المكررة في عقد من الزمن للتوسط بين «المتمردين» والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والمملكة. منذ 2004 توسّطت قطر في اتفاقيات لوقف إطلاق النار في الحروب المتقطعة بين الحكومة اليمنية والحوثيين. 

اعتبر دبلوماسيون أميركيون أن هوس السعودية بالحوثيين جاء قبل تقارب علاقاتهم مع إيران؛ حيث بدأ الغزو السعودي لليمن في 2015، وما فعلته الرياض هو ما دفع «المتمردين» إلى التقارب مع الإيرانيين.

يرى «جيمس» أن كل آمال التوصّل إلى حل للأزمة الخليجية «وهم»، كما أن الحفاظ على الوضع الحالي ليس اختيار السعودية والإمارات، وفي حالة التصعيد لن يشكّل ذلك خطرًا على دول الخليج فقط؛ ولكن على المجتمع الدولي بأكمله.

سحب أطراف الصراع من هذه المعركة لن يحدث بسبب رغبة كل طرف في الانتصار المطلق، بصرف النظر عن تكلفة هذا النصر.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023