شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ضابط سعودي سابق: زيادة المعارضة في المملكة تنبئ بانفجار لا تُحمد عقباه

ضابط سعودي سابق: زيادة المعارضة في المملكة تنبئ بانفجار لا تُحمد عقباه
فمثل هذا الوعي لا تستطيع السعودية أن تواجهه بالقمع والكبت؛ فإما أن تتخذ إجراءات إصلاحية حقيقية، وأنا أشك في جدية السلطة في ذلك، وإما أن تواجه انفجارًا لا تُحمد عقباه، وهذا ما لا نرجوه.

قال الضابط السابق بسلاح الجو الملكي السعودي يحيى العسيري إن المعارضة في السعودية ترفض تصرّفات السلطة وسياساتها، وتزداد يومًا بعد يوم بشكل واضح، «وأكاد أجزم أن المعارضة ترقى إلى نسبة عالية جدًا، تكاد 90%؛ وهذا واضح من النافذة الوحيدة التي يتنفس منها السعوديون: تويتر».

وأضاف، في حوار له بقناة الحوار التي تبث من لندن، أن هناك فرقًا بين الجيل القديم، الذي كان يرفض انتهاكات السلطة السعودية وسلوكها ومع ذلك يستطيع أن يتصالح معها؛ لأنه يخشى من المجهول ولا يعلم ما الذي سيحصل. بينما الجيل الجديد أمامه قنوات مفتوحة ووسائل تواصل اجتماعي، واستطاع أن يفهم كيف يعيش العالم الخارجي؛ فأصبح يعبّر عن رأيه بشكل أقوى وأكثر شراسة مع السلطة، خاصة أن الشباب عندما يخافون لا يلجؤون إلى أدوات مثل الجيل القديم؛ حيث يذهبون إلى تويتر ويفتحون حسابات بأسماء مستعارة ويبدؤون في نقد أفعال السلطة.

وعي الشباب السعودي

ويقول يحيى: الذي يحدث الآن أن السلطة تحاول كبت هذا الغضب، ولكنها لا تستطيع؛ وعليها أن تتجه إلى المصالحة مع الشباب وتعطي الشارع مطالبه الحقيقية التي يتطلع إليها بشكل واضح، خاصة من الجيل الجديد.

وبرهن على مدى حالة الوعي المنتشرة بين الشباب قائلًا إن هناك حملة للفتيات للمطالبة بأن تأخذ المرأة كثيرًا من حقوقها، وتجاوزت أكثر من سنة حتى الآن؛ فمثل هذا الوعي لا تستطيع السعودية أن تواجهه بالقمع والكبت؛ فإما أن تتخذ إجراءات إصلاحية حقيقية، وأنا أشك في جدية السلطة في ذلك، وإما أن تواجه انفجارًا لا تُحمد عقباه، وهذا ما لا نرجوه.

تجربة حرية

للضابط السابق يحيى، المولود في عام 1980 بمنطقة عسير، تجربة نحو الحرية. رغم أنه ترقّى بسرعة في وظيفته وأصبح ضابطًا كبيرًا في سلاح الجوية، ما حقق له دخلاً ممتازًا؛ إلا أنّ معايشته لمشاكل الفقر في «الطائف» وسماعه عنها وكتمان صوت الشعب وانفراد العائلة المالكة بمقدّرات المملكة ومصادرة حرية التعبير والرأي، وهو في سن الـ24، دفعته إلى التفاعل معها؛ فأنشأ حسابًا تحت اسم مستعار «أبو فارس» على الإنترنت، وبات يشارك في المنتديات ويتناقش مع أقرانه ويعبّر عن نفسه بحرية، وكتب مقالات تركّز على الفقر والبطالة، وفقًا لتصريحاته من قبل لصحيفة «ميدل إيست آي».

وفي عام 2008، حقّق جهاز الاستخبارات الجوية السعودية معه بشأن علاقته بالكتابات السياسية على الإنترنت بعد معلومات سرّبها لهم مخبر؛ إلا أنه نفاها ولم يستطع المحققون إثبات شيء ضده.

ومنذ 2012 استقال يحيى من عمله في القوات الجوية الملكية السعودية وأصبح نشاطه الحقوقي والسياسي علنيًا باسمه الحقيقي وصورته الشخصية. وفي يناير 2013 ذهب إلى بريطانيا لدراسة الماجستير في مجال حقوق الإنسان من جامعة كينغستون بلندن، وفي أبريل 2014 أصبح لاجئًا سياسيًا ببريطانيا؛ وأسّس منظمة «القسط» لحقوق الإنسان، ووصف نفسه في لقاء صحفي بأنه «لا ينتمي إلى أي أيديولوجيا معينة؛ لكنه يدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان فقط، وهذه القيم لا تتعارض مع الإسلام».

إزالة الكابوس

فجر يوم الأربعاء 21 يونيو الماضي، أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أوامر ملكية تضمّنت تنحي «محمد بن نايف» من مناصب «ولي العهد» و«نائب رئيس مجلس الوزراء» و«وزير الداخلية» وتعيين الأمير محمد بن سلمان بدلًا منه وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، واحتفاظه بمنصب وزير الدفاع.

وقال يحيى العسيري: إن إزالة محمد بن نايف هي إزالة كابوس؛ فهو رجل شرس جدًا وقمعي للغاية، وحتى في لحظاته الأخيرة كان يعلم أنه سيُقال ويستشعر الخطر، ولم يتخذ خطوة واحدة للإفراج عن معتقلي الرأي -على الأقل- أو يُحدث انفراجة بسيطة في هذا الملف.

وأضاف الضابط السابق أن «القيادة الجديدة ليست واعية، لا تفكر في هموم الشعب، تفكر في مصالحها الشخصية؛ وإذا وجدت ضغطًا حقيقيًا من الداخل والخارج فهي مؤهلة لأن تتخذ خطوات تحت الضغط وليس تحت إرادتها».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023