حامت بعض الشبهات حول وفاة اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق ومدير المخابرات المصرية، بعد أن وافته المنية الخميس الماضي بمستشفي كليفلاند بولاية أوهايو بالولايات المتحدة، حيث كان مدير المخابرات العامة السابق يجري فحوصًا طبية بمستشفى كليفلاند الأمريكي، وتوفي بمرض نادر أثر في القلب والكلى، كما أعلن في بادئ الأمر.
وفاة طبيعية لأسباب مرضية
وذكرت مستشفى كليفلاند في بيان لها يوم الخميس الماضي أن وفاة اللواء عمر سليمان، نتيجة مضاعفات الداء النشواني (امايلويدوزيس) وهو مرض يؤثر في عدد من الأعضاء منها القلب والكلى"، وجاء في البيان أن سليمان دخل المستشفى يوم الاثنين، وتم تشخيص المرض بعد أن خضع لفحوص عدة.
ومن ناحية أخرى ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط نقلًا عن دبلوماسي مصري" أن سليمان توفي بأزمة قلبية مفاجئة أثناء خضوعه لفحوص طبية".
وأشارت إلى أنه كان يعاني منذ أشهر من رشح مائي على الرئة نجم عن ضعف في عضلة القلب.
كما فسر البعض أن التدهور الصحي الذي أودى بحياة اللواء عمر سليمان كان نتيجة الحزب الشديد على ما مرت به مصر من أحداث في الفترة الأخيرة، كما لاقت هذه الأفكار استنكار غالبية المفكرين بتفسير إن اللواء سليمان هو من أضر بمصالح بلاده أثناء توليه منصب مدير المخابرات العامة أثناء تولي مبارك الحكم.
شائعات اغتيال
ومن جانبه أكد الكاتب والمفكر والمتحدث الرسمي باسم حزب التجمع "نبيل زكي" إن اللواء عمر سليمان شكل صفحة هامة في التاريخ المصري على مدار الثلاثين عامًا الماضية وأن ترشحه للرئاسة شهد تجاوبًا كبيرًا من الشارع المصري وكان يمكن أن ينجح لولا استبعاده.
وأضاف زكي في تصريحات صحفية له أن شائعات اغتيال سليمان ظهرت بسبب تصريحاته الأخيرة قبل مغادرته مصر، والتي اعتبرها من أهم تصريحاته بأنه يملك الصندوق الأسود أي خزينة الأسرار كلها.
كما أعرب عن رغبته كمواطن في معرفة هذه الأسرار، وهل ستدفن معه أم هناك وسيلة لمعرفة أسرار ودهاليز الحكم خلال الثلاثين عامًا الماضية.
وطالب كذلك العديد من أنصاره بفتح تحقيق لكشف الغموض الذي يحيط بوفاة اللواء عمر سليمان بالولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى الجانب الآخر طالب العديد من الائتلافات الشعبية بتشريح الجثة للتثبت من صحة الوفاة، وذلك بعد أن أثارت الجماعة الإسلامية في بيانها حول هذا الشأن بأن من المتوقع أن تكون هذه حيلة للهروب للأبد من الجرائم التي تلاحق عمر سليمان بسبب تورطه بشكل أو بآخر في جرائم النظام السابق.
وذهب البعض الآخر لإيضاح سبب وفاة سليمان المفاجئة إلى أنه لم يكن في الولايات المتحدة وإنما كان بسوريا أثناء تفجير مبنى الأمن القومي السوري الذي راح ضحيته وزير الدفاع السوري وصهر بشار الأسد وعدد من القيادات السورية أثناء اجتماعهم على خلفية الأحداث السورية، وإن سليمان كان متواجد لإسداء النصيحة والخبرة.
ولفت آخرون إلى أن وفاة عمر سليمان ليست وفاة طبيعية وإنما هي إغتيال لأحد أهم الشخصيات التي تحوي أسرار قد تضر بشكل أساسي من هم بالحياة السياسية الآن، في إشارة إلى المجلس العسكري الذي عاصر عهد الرئيس المخلوع مبارك، بتفسير أن إعلان عمر سليمان قبل خروجه من البلاد بأنه يمتلك الصندوق الأسود الذي سيكشف أسراره عما قريب، قد يضر بشكل أو بآخر أعضاء المجلس العسكري الذين تورطوا في بعض جرائم النظام السابق مما قد يعرضهم للمحاكمة، في ظل بحثهم عن خروج آمن.
ومن المقرر اليوم أن تقام جنازة عسكرية لنائب رئيس الجمهورية السابق اللواء عمر سليمان، وسوف تشيع الجنازة من مسجد آل رشدان بمدينة نصر بعد صلاة العصر مباشرة.
ويذكر أنه قد وصل جثمان اللواء عمر سليمان على متن طائرة أمريكية طراز "برومر5"، قادمًا من أمريكا، وتم إيداعه بمستشفى وادي النيل بحدائق القبة عقب خروجه من مطار القاهرة الدولي وجثمانه ملفوف بعلم مصر، وتابع الموكب حتى وصوله إلى المستشفى سيارات أنصاره وأقاربه ومحبيه.
