تزامنا مع الاشتباكات الدائرة بين شمال السودان وجنوبه، والتى تسببت بإلغاء الرئيس السودانى عمر البشير زيارته المرتقبة لدولة جنوب السودان؛ يلتقى ممثلون عن السودان وشمال السودان غدا الخميس فى العاصمة الإثيوبية " أديس أبابا " لبحث المسائل الامنية العالقة بين جنوب السودان وشماله .
وقال رئيس الوفد السوداني في المفاوضات – وكيل وزارة الخارجية السودانية- رحمة الله عثمان فى تصريحات صحفية الأربعاء 28-3-2012 إن الطرفين سيبحثان الأمن على طول الحدود، مضيفا أن التوتر الحالي قد يقود المحادثات إلى طريق مسدود.
ومن جانبه اكد رئيس وفد دولة جنوب السودان في المفاوضات باقان أمومفى تصريحات صحفية أنه يستعد للتوجه إلى العاصمة الإثيوبية للمشاركة في هذه المحادثات.
قلق دولى
وعلى الصعيد الدولى قالت كاثرين اشتون الناطق الرسمى باسم وزيرة خارجية الاتحاد فى بيان لها إن "تحركات عسكرية جديدة عبر الحدود يمكن أن تؤدي إلى مواجهة عسكرية أوسع نطاقا" بين البلدين.
ومن جهته طالب الاتحاد الافريقى حكومتى السودان وجنوب السودان الى سحب قواتهما فورا نحو عشرة كيلو مترات من الحدودالمشتركة بين البلدين لتهدئة التوتر ، مشددا على ضرورة الالتزام بالاتفاقيات المبرمة بين الطرفين .
وفى ساق متصل عبر مجلس الامن الدولى امس عن "قلقه البالغ" ازاء التطورات الأخيرة بين الخرطوم وجوبا، وحث الجانبين على وقف العمليات العسكرية، وحذر من احتمال تصاعد الوضع إلى حرب جديدة بينهما.
فى حين قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون فى تصريحات صحفية ان "المسئولية الكبرى فيما يحدث تقع على السودان"، مشيرة إلى "القصف الجوي من قبل السودان" يعد دليل على "القوة غير المتكافئة"، مؤكدة على إن الولايات المتحدة ترغب في أن يوقف جنوب السودان وحلفاؤه هجماتهم عبر الحدود في الشمال.
إسرائيل والنفط
ويقول هانى رسلان الخبير فى الشئون السودانية فى اتصال هاتفى لموقع رصد أن أصل الأزمة بين الخرطوم وجوبا ترجع إلي "النفط" وهي القضية التى مثلت على حد تعبيره ذروة التعقيد بين الطرفين.
ويضيف رسلان أن دولة جنوب السودان أغلقت حقول النفط لديها، والتى يعتمد اقتصاد شمال السودان على رسوم عبور خطوط الأنابيب النفط الجنوبى عبر أراضيها؛ حيث تشكل 30% من اقتصاد شمال السودان وبالتالى نتج ازمة اقتصادية حادة فى شمال السودان، مرجحا أن تستمر الأزمة لمدة ثلاث سنوات قادمة؛ ونتيجة للأزمة الاقتصادية، نتجت أزمة اجتماعية سوف ينتج عنها عدم استقرار فى النظام السياسي فى الشمال.
ويشير الخبير بالشئون السودانية أنه كانت هناك وساطة إثيوبية لحل مسالة النفط بين الخرطوم وجوبا، وتم التوقيع على اتفاقيات "الحريات الاربعة بين الشمال والجنوب" وقرر الرئيس السوداني عمر البشير زيارة الجنوب، ولكن الاشتباكات الحادثة على مدار يومين بين الشمال والجنوب جعلت الأمور تعود إلى مربع الصفر وأعلنت القوات المسلحة فى شمال السودان النفير من أجل الدفاع عن الأرض والكرامة، متوقعا أن تكون هناك تداعيات أكثر خطورة إذا لم يتم الاتفاق على حلول وسط بين الطرفين تصل إلى حد الحرب .
ومن جانبة يري طارق فهمى رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط فى اتصال هاتفى "لرصد" أن هناك دورا خفيا تلعبه إسرائيل فى الاشتباكات الدائرة بين جنوب السودان وشماله.
ويقول إن "إسرائيل تدعم جنوب السودان فى أربع مجالات هم الصحة والإغاثة و مشروعات التنمية المستدامة وتدريب القادة العسكريين والتسليح" مشيرا أن "تسليح جنوب السودان يأتى من إسرائيل حيث تتخذ إسرائيل من جنوب السودان قواعد عسكرية كثيرة، وهى أول كيان اعترف بجنوب السودان ودعمه ، متوقعا ان يكون فى الايام القادمة زيارات متبادلة بين قادة عسكريين من جنوب السودان واسرائيل.