"لقيت الوزارة أعلنت عن رحلات للمتفوقين في الثانوي العام والتعليم الفني فشديت حيلي وماكنتش بنام لحد ما طلعت الثاني على الجمهورية .. طـَّـلـَعوا طلبة الثانوي العام وإحنا ماطلعناش علشان هم مش بيعتبرونا طلبة أصلاً " قالها ضاحكاً لكن كنت أشعر بأثرها السيئ داخله …. هو طالب بالتعليم الفني الصناعي من أوائل الجمهوريه (تحديداً المركز الثاني) ثم إلتحق بكلية الهندسة.. لكم التعليق في ذلك !
بالطبع فهمتهم ما أريد أن ألقي عليه الضوء… "التعليم الفني في مصر(صناعي، تجاري و زراعي)" فأنه أساس النهضة وتقدم بلدنا والتي أهُمِل بشكل كبير في العقود الأخيرة بسبب الجهل بأهميته الضرورية ليصبح عاراً على صاحبه! و يعتقد الكثير خطأً إنه خاص بالفقراء و يلتحق به من فشل في دراستهِ في مراحل الإعدادية و أصبح مُهمَل تماماً غير مرتيط بسوق العمل على الإطلاق ولا ينجح خريجوه فى الحصول على فرص عمل مناسبه.
من الطلبة الفنين من يلتحق بكلية الهندسة شاعراً في ذاك الوقت إنه تخلص من عار لقب الفني و الأخر من لم يساندة الحظ للإلتحاق بها فيشعر أنه كُتب عليه الوضع المهين طوال حياته.
الأن حان وقت توضيح الصورة الصحيحة عن هؤلاء الطلاب و كشف الغطاء عن وعاء الأفكار الناضجة و المبتكرة النابعة من حماس و طموح قوي يصاحب كل الطلاب الفنيين، فعند سؤال الكثير منهم عن مشاكل التعليم الفني في مصر تلخصت أرائهم ما بين الإهمال من قِـبـَل المسؤلين و نقص ملحوظ في قدرات المعلمين الفنيين و قلة الموارد المطلوبة للتعليم حيث أن التعلييم الفني يعتمد علي ورش العمل و الألات اللازمة للتعليم و أخيراً التهمييش و نظرة المجتمع الخاطئة.
التعليم الفني يا سادة هو عمود نهضتنا والإهتمام به و بطلابه هو أمر مفروغ منه و يجب أن يكون من أولويات التفكير إذا كنا نريد التقدم لهذا البلد، فالفنيين هم صناع هذا المستقبل ليس الطبيب أو المحاسب أو المحامي فقط بل الفنيين على سواء فهم لهم القدرة علي الإبتكار و الصناعة و العمل بجد.فالتعليم الفني هو أساس التنمية الصناعية والتكنولوجية في جميع الدول المتقدمة و يعتبر اليد المنفذة للنهضة.
وحتي لا يتهمنا البعض بالكلام فقط، قد بادر الشباب بالحل و أوجه الشكر لمبادرة "خطوة لفوق" بالإسكندرية و التي بدأت مشروع "أنا فني حابني وطني" ليبدأ عامه الثاني علي التوالي تحت برنامج ريادة الأعمال في مصر. هذا المشروع يضم طلبة التعليم الفني بأنواعه و يهدف لتخريج رواد أعمال مصريين قادرين علي إتخاذ القرارات و تطبيق أفكارهم و تنميتها و ذلك بالطبع يعود بالنفع علي السوق المصري من خلق فرص عمل و غيرة،كل ذلك عن طريق محاضرات و ورش عمل تمدهم بالمهارات الإدارية و التقنية اللازمة و كتابة خطط العمل و كيفية التسويق و تنمية المهارات الشخصية وكل ما يحتاجوه لمواكبه السوق ،ثم تأتي مرحلة المسابقة حيث بتم تقسيم المشاركون إلى فرق مختلفة تقوم كل منها بتحضير فكرة مشروع و خطة العمل الخاصة بالمشروع و تنفيذ السلعة أو المنتج بشكل مبدئى و سوف تكون هناك لجنة تحكيم من رجال أعمال يقومون بإختيار الفريق الرابح و حصوله على التمويل المادى الحقيقى لتنفيذ المشروع على أرض الواقع.
القائمون على هذا المشروع هم شباب مصريون متطوعون لديهم إدراك لمشاكل بلدهم ،حالمين لحلها و تنفيذها علي أرض الواقع لا يريدون شكر ولا تكريم بل يريدون مصر الجديدة التي تستغل طاقتها البشرية من الشباب و مواكبة العالم و النهضة الحقيقية.
على السادة المسؤلين سرعه إتخاذ القرارات اللازمة للإهتمام بالتعليم الفني في مصر ، و البدأ في حلول حقيقية من شأنها رفع المستوى التعليم للفنيين. و من وجهة نظري المتواضعة أري أن التعليم الفني يجب أن يكون له وزارة خاصة أو جهه قادرة علي العمل و النهوض الحقيقي به فهو لا يقل أهمية عن الثانوي العام.
فيجب أن يشارك الفني في بناء وطنه فعلياً فهي أولى الخطوات للبناء و النهضة ، و يجب علي المجتمع تغيير هذة النظرة المتخلفة للفنيين فهم ركيزة العمل و التقدم …