ربما أدى ولع بعض المصريين بأول رئيس مدني منتخب بإرادة المصريين للاحتفاء بكل قرار يتخذه أو تصريح له بشكل مبالغ فيه ساعين للتقريب بين شخصية وكاريزمة وتأثيررئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس محمد مرسي مما دفع بالبعض منهم باختراع تصريحات على لسان اردوغان للتعليق على مواقف للرئيس مرسي.. لم تصدر عنه مطلقا ومع ذلك تتناولها وسائل الاعلام على اختلاف سياساتها.
فيذهب البعض لنشر تصريحات على لسان رجب طيب أردوغان يؤيد أو يعلق فيها على أحداث داخلية تخص الشأن المصري ومن ثم تتناقلها وسائل الإعلام ربما عن وعي منهم أو بدون، مثلما حدث قبل يومين بعد خطابه في قمة عدم الانحياز وقبلها حزمة من القرارات الرئاسية المصيرية والتي أنهى بها الحكم العسكري لمصر.
فبعد القرارات الرئاسية الصادرة يوم 12 اغسطس انتشر تصريح مفبرك لرئيس الوزراء التركي أردوغان وانتشر بدوره في أغلب وسائل الاعلام المصرية يقول فيه "لقد اختصر الرئيس مرسي الطريق في أقل من شهر " في إشارة لقرارات إقالة وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي ورئيس الأركان سامي عنان للتقاعد وعدة قرارات اخرى.
كما انتشر تصريح مساء أمس الأول بعد خطاب الرئيس مرسي في قمة عدم الانحياز منسوب لرجب طيب أردوغان قوله: "إن مصر مارد لن يقف أمامه أحد بعد الآن، وإن الرئيس محمد مرسي هو أول رئيس مسلم عربى مصري يصدم النظام الإيراني في عقر دارهم منذ انتهاء دولة الخلافة العثمانية، بهذا الشكل المذهل"، قالت وسائل الإعلام المصرية إنه صرح به في تدوينى له عبر موقع "فيس بوك".
من جانبه قال محمد عارف ممثل وكالة الأناضول التركية الرسمية في القاهرة لـ"شبكة رصد الإخبارية": إن دول الربيع العربي يمكنها الاستفادة من التجربة التركية ولكنه أشار في الوقت نفسه أن كل مجتمع له ما يناسبه ولا يمكن تطبيق التجربة بمفرداتها كما هي.
ويقول إن مثل تلك الفبركات الصحفية ربما يكون هدفها سياسي وخاصة فيما يتعلق بالشئون الداخلية المصرية .
وأضاف عارف أنه حاول مرة لفت نظر رئيس الوزراء التركي لتلك الشائعات المنتشرة بالصحف المصرية إلا إن أردوغان لم يعطيها اهتماما.
وأكد أن مصر لا بد أن يكون لديها سياسة خارجية وداخلية مستقلة وأضاف أنها يمكن أن تستفيد من نماذج لتجارب أخرى كثيرة.
وأشار ممثل وكالة الأناضول في القاهرة أن بعض الدول والجهات تريد أهدافا خاصة من وراء تلك التصريحات المزيفة فهي تستفيد وتضر أحيانا بعلاقات بعض الدول مع مصر في الشرق الأوسط.
وفي سؤاله حول ضرورة نفي أو اثبات مثل تلك التصريحات حتى نوقف انتشارها، قال إن وكالة الأناضول للأنباء لا تزال في مرحلة البث التجريبي وأنهم سيهتمون بمثل تلك الأخبار والعمل على تصحيحها.
