ما زالت أزمة الوقود والسولار والبنزين بأسوان مستمرة وطوابير الحصول عليها أصبحت مشكلة تؤرق المواطنين والسائقين من جانب والمسئولين عن التموين ومحطات الوقود من الجانب الآخر بل وتعدى ذلك لأصحاب المخابز الذين يعانون من نقص متكرر في كميات السولار بالإضافة إلى انتشار مافيا السوق السوداء لبيع الوقود والذي تتجاوز فيه سعر صفيحة السولار إل 30 جنيهًا وما يترتب عليه قيام بعض السائقين بالإضراب عن العمل وما يسهم بدوره في تعطل الحركة وتوقف العمل مع تعطل مصالح المواطنين والطلاب؛ حيث يعانوا من قلة عدد السيارات ويذهبون لمدارسهم بعد ساعات من بداية اليوم الدراسي لعدم وجود سيارات تقلهم فيضطروا للسير على الأقدام .
كل هذه الأمور دفعت " شبكة رصد الإخبارية " للتجول داخل محطات الخدمات البترولية بأسوان للتعرف عن قرب عن أسباب هذه الأزمة الطاحنة التي تترتب عليها أزمات أخري في حال تفاقمها .
مشاجرات وتأخر ذهاب الطلاب للمدارس
في البداية قال سامي محمود، صاحب محطة خدمات بترولية بأسوان: إن كثرة الطوابير وتكدسها أمام محطات الوقود تؤدي بشكل مباشر إلي حدوث اختناق مروري شديد بجانب كثرت المشاجرات والمشادات بين السائقين تعطل معظم السيارات عن العمل.
وأضاف محمود هذا ما يمثل أزمة كبري وخاصة مع عودة المدارس والدراسة والتي تشهد إقبالاً كبيرًا وتزايد في أعداد ركاب سيارات الأجرة وهذا كله بسبب عدم توفر السولار بالكميات المطلوبة ، مع ظهور السوق السوداء للسولار .
وتابع: نناشد الرئيس محمد مرسي بسرعة احتواء هذه الأزمة قبل تفاقمها لأنها إذا لم يتم السيطرة عليها، فإننا سنشهد في المقابل عودة المظاهرات وقطع الطرق والسكك الحديدية وهذا ما نرفضه لأن الرئيس وعد بالتغلب على هذه الأزمة وتوفير كميات السولار والبنزين ضمن برنامج الـ 100 يوم التي لم يتبق عليها سوى القليل، ونحن نزداد أزمات.. فما هو الحل إذن؟
الأقساط الشهرية للبنوك
وأشار أحمد علي محمد، سائق ميكروباص، إلى إن الأزمة عادت بقوة بعد أن شهدت انفراجة منذ عدة أشهر وعودتها تؤثر سلبيًّا في نفسيتنا كسائقين؛ حيث نعاني لكي نوفر صفيحة سولار أو بنزين من الوقوف في الطوابير وناهيك عن المشاجرات والمشادات التي تحدث بين السائقين بالإضافة إلى أننا مرتبطون بأقساط شهرية بأقساط للبنوك ونضطر للوقوف في صف للحصول على البنزين بالساعات وقد تصل لنصف يوم أو يوم كامل وفي نفس الوقت قد اضطر لتمويل بنزين 90 أو 92 وسعره مضاعف علينا ويمثل عبئًا جديدا .
وأضاف: "نطالب الرئيس المنتخب بالقضاء على أزمات الوقود، خاصة أن هذا من ضمن برنامج الـ100 يوم التي وعد الرئيس بتلبيتها للمواطنين".
النقل الثقيل وراء الأزمة
فيما قال بودي محمد، سائق تاكسي: إن أول سبب من أسباب الأزمة هي وجود سيارات من النقل الثقيل الذي يمول بالمئات من اللترات من السولار قد تصل إلى 1500 لتر لكل سيارة وهذا يخلق بدوره أزمة طاحنة لأن أي سيارة أجرة لا تتجاوز الـ80 لترًا ولهذا فنحن نطالب بأن تكون هناك محطة وقود محددة للنقل الثقيل وأن تكون بعيدة عن المناطق العمرانية لأنها تسبب زحامًا في المرور وتؤدى إلى تكدس الشوارع بالسيارات الصغيرة أيضا وتعطل مصالح المواطنين .
عجز في الوارد للمحطات
وفي نفس السياق أشار المحاسب حسام العربي، مدير عام التموين بأسوان، إلى أن هناك نسبة عجز كبيرة في الوارد من المواد البترولية للمحافظة تصل إلى 72% بالنسبة للسولار و26% بالنسبة لبنزين 80، وكذا نحو 55% بالنسبة لبنزين 90- كما أن هناك عجزاً في غاز الصب الوارد الخاص بتعبئة أسطوانات البوتاجاز بمحطة التعبئة بكوم امبو
وأوضح العربي أنه جار التنسيق مع وزارة البترول لتوفير احتياجات السوق المحلية مع اتخاذ جميع الإجراءات الرقابية للتصدي لعمليات استغلال مافيا السوق السوداء لهذه الأزمة المؤقتة.
وتابع أن المحافظة لا تعانى أي أزمات أو اختناقات بالنسبة لرغيف العيش البلدي أو الطباقى خاصة أن حصة المحافظة من الدقيق البلدي 83 تصل بنسبة 100% بإجمالي 2858 طناً، فى حين أن نفس النسبة تصل من حصة الدقيق الطباقى 76 بإجمالي 360 طناً وهذا يكفى احتياجات المواطن اليومية من رغيف العيش.
أزمة الوقود وطوابير الحصول علي بنزين 80 ، والسولار مشكلة أصبحت تؤرق الشارع ، والسائقين ، بل وتعدي ذلك لشعور الكثير من أصحاب المخابز ، بل والمواطنين بأن تمتد الأزمة في النقص المتكرر لكميات السولار إلي المخابز .
