ومن المعروف أنه أحد أهم مسببات الإرهاق الجسدي والاجهاد عام هو العمل نظرا لما يحيطه من ظروف مليئة بالضغوط مما يسبب قدرا كبيرا من القلق والتوتر، وتظهر الدراسات أن دماغنا وجسمنا يواجهان صعوبة في التمييز بين نوع التوتر الناجم عن الخطر الحقيقي ، والخطر المتصور.
ويشير «هارفارد بيزنس ريفيو» إلى أنه كرد فعل من الجسم على ذلك يبدأ في إطلاق الهرمونات والمواد الكيميائية لتسريع معدل ضربات القلب لدينا، وزيادة ضغط الدم وتحفيز عضلاتنا. نصبح أكثر تأهبا واستجابة، وهو أمر مناسب عندما نكون في طريق الأذى.
ولكن أجسادنا لا يمكن الحفاظ على هذا المستوى من الاستعداد لفترات طويلة من الزمن، إذ بعد فترة من الوقت، يبدأ في الانهيار. وهذا يمكن أن يؤدي إلى أشياء مثل الصداع المزمن، والغثيان والأرق أو اضطرابات جسدية أكثر خطورة، بما في ذلك النوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم، وحتى السكتة الدماغية.
لذلك إذا وجدنا أنفسنا في نوع من العمل قد يؤدي إلى الإضرار بصحتنا، يجب أن نتخذ خطوات متعمدة لتحسين حالة الجسم والعقل.
وتقول «هارفارد بيزنس ريفيو» إنه يجب كتابة ما يحدث لك وحولك. هل كتبت رسالة بريد إلكتروني إلى عميل مستفز؟ هل كنت تستعد لعقد اجتماع مع رئيسك؟ ما هو المسار الخاص بك من التفكير في ذلك الوقت؟ يجب تسجيل ذلك مرارا وتكرارا، لمدة لا تقل عن ثلاثة إلى خمسة أيام، ومن ثم مراقبة أي أنماط يمكن إدراكها.
في كثير من الأحيان، عدم ارتياحنا لا يمكن أن يعزى إلى مصدر معين؛ بل هو ببساطة نتيجة لعدم التوافق الوظيفي. سيكون هذا هو الحال عندما تعمل في وظيفة مبيعات الأدوية الصعبة، قد تدفع الفرد إلى موجات الأنفلونزا أو توتر العضلات، و أيضا تجارب مؤلمة أخرى.
وأشارت «هارفارد بيزنس ريفيو» إلى أنه مما قد يخفف آلام وضغوط العمل، وما سوف يجعلك تشعر بشكل أفضل، فإن ذلك يعتمد إلى حد كبير على ما قاله الباحثون مثل ممارسة الريا ضة لتحسين رد فعل الجسم على الاجهاد، كذلك أشار باحثون الجمعية الأمريكية الفسيولوجية إلى أهمية إجراء اختبارات الإجهاد عند الشعور بالقلق، وسيصبح الفرد أكثر كفاءة في مواجهة تلك الحالة.
كذلك أضاف الموقع أنه إذا كان التوتر في العمل يسبب لك الألم الحقيقي، الجسدي، وكنت تشعر بقوة أن تلك الآلام سوف تستمر على الرغم من أنك تبذل أفضل ما لديك من جهد فقد يكون الوقت هو الأفضل لمغادرة هذة البيئة المؤلمة من العمل.
وهناك العديد من الموظفون من هم متأرجحون ومتشككون من قرارهم بضرورة الرحيل عن هذا العمل، وخاصة فيما يتعلق الرحيل بوظيفة عالية الأجر. لذلك غالبا عليك أن تعقد مقارنة بين فوائد وأضرار هذا العمل، مثل كتابة قائمة بكل تلك الأشياء العمل، أي الراتب، والفوائد المالية الأخرى، والوضع الاجتماعي، ولكن أيضا الصداع، والأرق، ونوبات الذعر، وما إلى ذلك ثم تحليل كل هذا لتحديد إذا ما كانت التكاليف الصحية تفوق الفوائد.