ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم (السبت) أن أكراد سوريا يواصلون فرض سيطرتهم على المناطق الكردية لتحويلها إلى منطقة "حكم ذاتي"، وهو أمل يعتبرونه خطوة نحو تحقيق حلم الدولة الكردية المتمثل في ربط الأقليات الكردية في العراق وتركيا وإيران إقامة دولة مستقلة.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية – في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني- أنه برغم أن هذه الرغبة تعتبر بمثابة حق تظلم تاريخي لشعب عانى من الانقسام والظلم عبر أجيال، إلا أنها ومع ذلك مهددة بأن تلقى رد فعل عنيف من قبل بعض الدول الأخرى، نظرا لما أبدته بعض الدول من استعداد لاتخاذ إجراءات صارمة لمنع الأكراد من فرض سيطرتهم على أى أراض لإقامة دولة كردستان الكبرى.
ونسبت الصحيفة إلى مجموعة من الأكراد المنشقين عن الجيش السوري الحر تأكيدهم على أن سبب تواجدهم ليس الانضمام إلى الانتفاضة الشعبية ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، بل إنهم يستعدون للمعركة المتوقع أن تشتعل عقب سقوط الأسد،حيث سيتبارى العديد من أجل الوصول إلى السلطة والنفوذ.
وأشارت إلى أن الخطوة الأولى نحو إقامة دولة كردية ذات حكم ذاتي يتم تنفيذها حاليا، حيث يسعى الأكراد العراقيون لتوفير الملاذ والتدريب والأسلحة إلى الميليشيات التي ستتشكل عقب سقوط الأسد، في إشارة إلى قول أحد الأكراد السوريين في العراق "بأنه يجري تدريب أكراد سوريا حاليا تمهيدا لسقوط الأسد أولا، ومن ثم الفراغ الأمني الذي سيأتي بعد انهيار حكومته".
ورأت الصحيفة أن تسليح الأكراد لخوض معارك قتالية، بالرغم من أنه قد يكون حاسما في تشكيل فترة ما بعد مرحلة الثورة،إلا أنه يضيف عنصرا آخر من التذبذب للصراع، حيث يشير إلى أن سقوط الأسد لن يحل مكانه السلام، بل سيحل محله حرب طائفية شاملة يمكن أن تمتد لدول الجوار.
وعلى خلفية الصراع الدائر حاليا في سوريا، أكدت الصحيفة أن الأكراد السوريين باتوا يتمتعون بقدر من الحكم الذاتي في أراضيهم -ليس لأنهم يحملون السلاح ضد الحكومة، ولكن لأن الحكومة قد تخلت عن المجتمعات الكردية في مقابل السيطرة المحلية، مما سمح للأكراد بتحقيق حكم ذاتي.
