أكد نعوم تشومسكي -الفيلسوف والمحلل السياسي الأمريكي- أمس (الثلاثاء) أن النظام الإقتصادي الحالي فاسد ويتآكل من داخله، مشيرا إلى أن "هذا النظام المتآكل الذي وضعه ويستفيد منه 1% من سكان العالم سيظل فاسداً ومتآكلاً ومنهاراً وغير عادل كما حدث في الأزمة المالية العالمية ما لم يستلهم واضعوه النموذج الذي قدمه ميدان التحرير".
وأضاف تشومسكي، في المحاضرة التي ألقاها بالجامعة الأمريكية بالتحرير، إن الولايات المتحدة لا تريد أن تري سياسات في الشرق الأوسط تعكس الرأي العام وتعبر عنه، فبالنسبة للولايات المتحدة الديمقراطيات يجب أن تتوقف، وقد ظهر ذلك جلياً في دعمها لبن علي ومبارك في أيام الثورة الأولي وقبل ذلك حين فازت حماس في انتخابات ديمقراطية ونزيهة في قطاع غزة.
واستطرد: "إن سياسات الولايات المتحدة لم تكن لتتغير إذ لم تكن تحتاج نفط الشرق الأوسط، فهي تسعي نحو الهيمنة علي الشرق الأوسط، ليس للحصول علي النفط فحسب، فمواردها المحلية تكفيها، لكن الهدف هو الحصول علي مزيد من السيطرة والهيمنة علي النظام العالمي وقواعد اللعبة فيه".
وتابع تشومسكي: "تقود الولايات المتحدة التي تتحكم فيها الشركات الكبري والمتعددة الجنسيات نظاماً اقتصادياً يقسم العالم إلي قسمين الأول الأغنياء جداً وقسم آخر به أي أحد آخر بخلافهم، وتلك القسمة هي النقلة الأكبر في التاريخ المالي الحديث مع التحولات التي حدثت نحو سياسات الليبرالية الجديدة في عهدي ريجان بأمريكا وتاتشر ببريطانيا."
وحذر تشومسكي من خطر الأسلحة النووية ومخاطر ضرب الولايات المتحدة وإسرائيل لإيران، واستعرض أبرز الأحداث النووية علي الساحة، ابتداء بهيروشيما ونجازاكي مروراً بأزمة الصواريخ الكوبية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ورفع درجة التهديد النووي للقصوي وقت حرب 73 بين مصر وإسرائيل من قبل أمريكا لمنع الاتحاد السوفيتي من التدخل وضرب إسرائيل للمفاعل العراقي عام 1989 وللمفارقة أن هذا المفاعل بناه مهندسون عراقيون تدربوا علي بالولايات المتحدة بدعوة من بوش الأب بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثمان سنوات.
يذكر أن تلك هي المحاضرة الثانية لتشومسكي بمصر بعد أول محاضرة ألقاها عام 1993 بالجامعة الأمريكية أيضاً.
