في الوقت الذي تواصلت فيه الاعتداءات البشعة للسلطات السورية في حق المدنيين العزل بقرية «خربة الجوز» على الحدود السورية التركية وحي الخالدية بحمص الذي تعرض لقصف عنيف. يصل اليوم إلى سوريا فريق تابع للأمم المتحدة من مراقبي وقف إطلاق النار ومن المتوقع أن ينضم إليهم 24 آخرون على الأقل في الأيام القادمة في إطار القرار الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي يوم السبت وفوض بنشرهم.
وأكد أحمد فوزي المتحدث باسم وسيط السلام الدولي كوفي عنان أن: "الدفعة الأولى المكونة من ستة مراقبين تصل الليلة، وسيكونون على الأرض بقبعاتهم الزرقاء غدا «الاثنين»" مضيفا أن الفريق الأعزل الذي يقوده عقيد مغربي سيصل من نيويورك وسوف يتم تعزيزهم سريعا بما يصل إلى ما بين 25 و30 من المنطقة ومناطق أخرى".
السلطات السورية تتوعد
من جانبها حذرت السلطات السورية الأحد من أنها ستمنع «المجموعات الإرهابية المسلحة» من مواصلة اعتداءاتها بحق المواطنين وممتلكاتهم، حسبما أفاد التلفزيون السوري الرسمي، ونقل التلفزيون في شريط عاجل عن مصدر عسكري مسئول في وزارة الدفاع السورية: "إن الجهات المختصة وانطلاقا من واجبها في حماية أمن الوطن والمواطن ستقوم بمنع المجموعات الإرهابية المسلحة من مواصلة اعتداءاتها الإجرامية والتي تصاعدت بشكل هستيري على عناصر الجيش وقوات حفظ النظام والمدنيين بالتزامن مع صدور قرار مجلس الأمن القاضي بإرسال مراقبين دوليين لمراقبة تنفيذ مبادرة المبعوث الأممي كوفي أنان".
كما اشترطت السلطات السورية على لسان المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان اليوم مشاركة الحكومة في جميع الخطوات على الأرض، وإلا فإنها لا يمكن أن تكون مسئولة عن سلامة مراقبي الأمم المتحدة، قائلة: "تحديد مدة عمل المراقبين وأوليات تحركهم ستتم بالتنسيق مع الحكومة السورية لأنه لا يمكن لسوريا أن تكون مسئولة عن أمن هؤلاء المراقبين إلا إذا شاركت ونسقت بكافة الخطوات على الأرض".
من جانبه أيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقابلة صحفية لصحيفة «أوينه» الكردية العراقية الحل السلمي للأزمة السورية موضحا أن الحل السلمي يجنب المنطقة المزيد من «إراقة الدماء والحروب».
وأضاف أن: "العراق حشد كل إمكاناته السياسية والدبلوماسية من أجل الوصول إلى حل سياسي في سوريا يحقق الأهداف المشروعة للشعب السوري ويجنب سوريا والمنطقة المزيد من إراقة الدماء والحروب".
صعوبة المهمة
من ناحيته أبدى رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان علاء شلبي تخوفه من التحديات الصعبة التى تنتظر البعثة الأولية لمراقبي الأمم المتحدة في سوريا، موضحا أن مهمة المراقبين الأولى ستكون استطلاع الأوضاع في سوريا بحيث ستحدد الشروط التي سيتم من خلالها إرسال بقية أفراد البعثة وطبيعة انتشارها، وبحث الكثير من التفاصيل الفنية مع الجانب السوري، المتعلقة بصلاحية هؤلاء المراقبين وطبيعة تحركاتهم والجوانب المتعلقة بتأمينهم والأماكن التي سيسمح لهم بدخولها.
وأشار إلى أن مهمة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا هي الأولى من نوعها ولم يسبق للأمم المتحدة العمل في مثل هذه الظروف، موضحا أنها ليست بعثة اعتيادية حيث تدخل إلى أماكن ثورة شعبية وليست أماكن تمرد مسلح، مؤكدا أن الأمر غاية في الصعوبة وأن هذه هي المرة الأولى للأمم المتحدة الاصطدام بمثل هذا الواقع، مشيرا إلى أن تدخلها في أمور داخلية كأزمة «دارفوركان» هناك عمل مسلح واضح من جبهتين وليس هناك ما يسمى ميليشا واحدة ، مشيرا إلى أن الجيش السوري الحر ليس كيانا واحدا وإنما هناك ثوار.
ترحيب عربى
من جانبها رحبت جامعة الدول العربية اليوم الأحد بقرار مجلس الأمن 2042 الخاص بالموافقة على إرسال مراقبين إلى سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار، كما دعا عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري المعارض سمير نشار أمس إلى تنفيذ بقية بنود مبادرة المبعوث العربي الدولي كوفي عنان، لا سيما السماح بحرية التظاهر السلمي، معتبرًا أن وقف إطلاق النار خطوة أولى يتمناها كل مواطن سوري، لكن الأساس هو تنفيذ كامل بنود مبادرة عنان، من سحب القوات العسكرية وإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الحراك الثوري، إلى السماح بحرية التظاهر.
خرق الهدنة
وفي سياق آخر، اتهم مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن القوات النظامية بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفا أنها تقوم بقصف مواقع المجموعات المنشقة المسلحة بقرية خربة الجوز على الحدود السورية التركية، كما أفاد المرصد بأن القوات السورية قصفت حي الخالدية بحمص اليوم بشكل عنيف.
وقد شهدت حمص (وسط) قصفا عنيفا من قبل القوات النظامية التي اشتبكت مع منشقين في محافظة حلب (شمال) قبيل وصول المراقبين، وتعرض حي الخالدية منذ صباح الأحد إلى قصف عنيف من قبل القوات السورية «بمعدل ثلاثة قذائف بالدقيقة» حسبما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، يأتى ذلك في الوقت الذى دخل فيه وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ صباح الخميس وتبعه انحسار في أعمال العنف رغم تسجيل خروقات عدة له أسفرت عن سقوط عدد من القتلى.