شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

يوميات الأرض المنسية

يوميات الأرض المنسية
  الحلقة الأولى انطلقنا في تمام...

 

الحلقة الأولى

انطلقنا في تمام الساعة 11.30 مساءً ، بسيارة من شرق القاهرة في رحلة  للتأمل في سيناء أو ارض الفيروز كما لقبت هذه البلد لنستمتع بما وهبه الله لهذه المدينة من جمال وروعة تشد أنظار العالم .

بمجرد انطلاق الأتوبيس إلى سيناء بدأ العراك السياسي  كعادة المصريين من مؤيد لقرار مرسى بإقالة النائب العام أو رافض له ضمن الأمور السياسية التي لا ينقطع حديث بين مصريين عنها.

بدأت رحلتنا بالمرور على الإسماعيلية حيث معسكرات الجيش الثاني الميداني، آخر منفذ وصلته إمدادات الشعب المصري إلى غزة في زمن مبارك وتم تفتيش السيارات، عبور كوبري السلام "قناة السويس" ثم أخيرا وصلنا إلى الصحراء .

أول قرية قابلناها وتوقفنا عندها "بالوظة " وبدأت حكاياتنا هنا; وكانت هذه القرية مركزا مهما ومقرا للقيادة الإسرائيلية، وعندما انسحب منها الجيش الإسرائيلي في1973 بكى "موشيه دايان" في مشهد انفعالي وقال " وداعاً يا دوار الرياح " – "نقلاً عما ورد من مذكراته".

وهذه القرية شهدت معارك منذ قديم الأزل منها المعركة التي دارات بين جيش الفتح الإسلامي "عمرو بن العاص" سنة 640 ميلاديا وبين الجيش الروماني، المعركة مسماه تاريخيا باسم معركة "قلعة الفرما".

كما أن للقرية أهمية إستراتيجية  وقد أحسن استخدامها ثوار 25 يناير من سكان هذه القرية ويحكى "محمد عبد الجبار" 25 عاما: أن شباب القرية قطعوا الطريق الدولي على مدخل القرية بين كل سيناء "أهلها وسياحها" وبين القاهرة وكان هذا له عظيم الأثر على ما يبدو في فاعليات الثورة هنا التي كان معظمها تحركات عسكرية .

ومن ضمن الأحداث الفارقة في أيام الثورة بهذه القرية هو احتراق كمين الشرطة الخاص بالقرية في جمعة الغضب وأحد مهاجميه كتب عليه عبارات، تدل على الانتقام وتحوي على سباب لمبارك ولعملاء أمن الدولة، أكثر ما أثار الانتباه عبارة" أنا المجاهد المقاتل الذي قهر الفرعون".

ومن المعالم التي تفاجئك بهذه المدينة وتدهشك كل دقيقة خلال الـ 24 ساعة التي قضيناها هناك، فعلى بعد 5 كيلو من القرية آثار رومانية " قلعة رومانية كبيرة بأبراج وأسوار، ومُلحق بها مسرح روماني"

ولكننا لا حظنا شيئا مؤسفا وهو أن أحد أبواب هذه القلعة وأبراجها سقط بسبب عوامل التعرية والباقي يحتاج بعض الوقت ليسقط بدوره ! فلا يوجد  أدنى اهتمام بالمكان "لا حراسة أو سور ولا حتى لافتة بأن المكان أثري"!

وفي نفس القرية  أخبرنا مرافقنا أن بعض السكان هنا يجدون أثناء تجوالهم في تلك المنطقة عملات قديمة تنتمي للعصر الروماني وغيرة ويحتفظون بها كتذكار.

وإليكم تلك القصة الأخرى بهذه القرية المليئة بالحكايات ألا وهي قصة الشهيد "عبيد الله عبد الجبار" الأب لـ 7 أبناء، حيث روت لنا زوجته قصة استشهاده .

وتقول: إن زوجها كان يشترى خبزا لأبنائه عندما وجدته قوات الشرطة بجوار البيت أثناء اقتحام سابق للقرية  بـ" 12 مدرعة ومئات الجنود "بحجة وجود أسلحة ثقيلة في هذه القريةوأثناء محاولته دخول البيت تلقى رصاصتين أردياه قتيلاً دون وجه حق.

ولا يزال حتى الآن أهل الشهيد  ينتظرون من الرئيس مرسي كثيرا بشأن القصاص لابنهم.

والغريب في الأمر أنه رغم سمعة هذه القرية بشأن وجود السلاح الثقيل والخفيف بها إلا أنه لم نجد أي علامات ظاهرية مع ذلك إلا حديث الأهالي عن السلاح "المتعدد" وتكرار ذكره.

وقال لنا الصحفي "عادل مسلم" أحد أهالي القرية، يُرجع السبب في قلة ظهور السلاح في الفترة الأخيرة، إلى محاولات الشرطة السيطرة على الوضع مرة أخرى هذه الأيام تبعا لبرنامج الـ 100 للرئيس مرسي، وأن أهالي القرية كانوا يتحركون علانية بالرشاشات والكلاشينكوف من أسابيع.

وبعد زيارة سريعة لخط الغاز الذي كان يوصل الغاز إلى إسرائيل بجوار القرية كانت الساعة 11 مساء، واتفقنا أن نستكمل الرحلة إلى الشَمال فجرًا

إلى اللقاء في الحلقة الثانية 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023