شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

المصـــــــريون بين الأمل والألم – ياسر الفخراني

المصـــــــريون بين الأمل والألم  – ياسر الفخراني
          إن المتأمل لحال مصر تنتابه حالة من القلق والخوف على مستقبل البلاد لما يمر به هذا الوطن العزيز من...

 

        إن المتأمل لحال مصر تنتابه حالة من القلق والخوف على مستقبل البلاد لما يمر به هذا الوطن العزيز من أزمات على مختلف الأصعدة والمستويات عقب ثورة 25 يناير المجيدة. ورغم أن أغلب هذه الأزمات هي في حقيقة الأمر أزمات مفتعلة إلا أنها تثير في نفس المخلصين والمحبين لمصر العديد من التساؤلات وخاصة فيما يتعلق بأمنها القومي. منها على سبيل المثال لا الحصر: هل تتمتع قواتنا المسلحة بالقدر الكافي من القوة والكفاءة التي تمكنها من صد أي عدوان محتمل في الأيام القادمة؟ وهل المناورات التي يُعلن عنها بين الفينة والفينة هي مناورات حقيقية أم أنها فقط لبث روح الأمل والتفاؤل بين أفراد الشعب الذي فقد الثقة في كل ما حوله؟ وهل تقوم قيادتنا المسلحة بتحديث وتطوير أسلحتها بما يتناسب وروح العصر الذي نحن فيه أم أننا لازلنا ندرب جنودنا على أسلحة من حقبة السبعينيات لن تسمن ولن تغني عنا شيئا في أي حرب وشيكة وفقا لما تموج به الساحة السياسية على المستويين الإقليمي والدولي من تقلبات وصدامات؟ ويزداد هذا القلق بصفة خاصة عقب الضربة المباغتة التي وجهها الكيان الصهيوني لدولة السودان الشقيقة والتي مرت على مستوى العالم مرور الكرام.

       ولكن رغم كل هذه المحن والأزمات ينبعث الأمل من جديد ليعيد إلى أبناء هذا الشعب العظيم التفاؤل والبسمة التي اشتهر بها رغم أحلك الظروف التي كانت تمر به على مر الأزمان. ومن أبرز هذه الأخبار السارة ما طالعتنا به الصحف الألمانية وتحديدا ما نشرته مجلة "فوكوس" الألمانيةمن قيام قياداتنا العسكرية بإبرام صفقات سلاح مع ألمانيا. وتحديدا صفقة الغواصات الألمانية الجديدة لسلاح البحرية المصري حيث تواردت أخبار عن بيع ألمانيا لغواصتين نوويتين لمصر وهي الصفقة التي أغضبت الكيان الصهيوني وفقا لما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية عن مسؤولين في أوساط الحكومية قولهم أن الصفقة الجديدة مع مصر " تعتبر إضراراً مأساوياً بالعلاقة بين ألمانيا وإسرائيل". ويأتي ذلك عقب الجدل الذي أثير حول صفقة دبابات ليوبارد الألمانية التي باعتها للملكة العربية السعودية.

      وكان قائد القوات البحرية المصرية أسامة أحمد الجندي قد صرح لصحيفة "الأهرام" المصرية بأن " البحرية المصرية قد تعاقدت علي شراء غواصتين نوويتين من طراز 209 الأحدث في فئتها" لتحديث منظومتها وترساناتها من الأسلحة المتطورة. كما أكد قائد القوات البحرية المصرية أيضاً علي تعاقد مصر علي شراء 4 لنشات صواريخ حديثة من الولايات المتحدة تتسلمها مصر في منتصف عام 2013. وقد أكد علي أن الأسطول المصري قادر علي مواجهة أي تهديد والتعامل مع أي هجوم في البحرين الأحمر أو المتوسط. وأوضح أن هذه الصفقات الجديدة ثمل "خطوة طموحة للأمام, يتحقق بها السبق والتميز لمصر.

        ويُذكر أن بحرية الكيان الصهيوني كانت قد حصلت أيضا علي عدة غواصات من طراز "دولفين" الحديثة من ألمانيا والتي من المفترض أن يصل عددها في أسطول الكيان بحلول عام 2017 إلي 6 غواصات وهي الصفقة التي أثارت جدلاً كبيراً في ذلك الوقت نظراً لأن هذا النوع من الغواصات قادر علي حمل رؤوس نووية, فيما صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الصفقة "مهمة جداً" لأمن وسلامة وطنه.

     ومن المعروف أن العلاقات المصرية مع الكيان الصهيوني قد ساءت بعد سقوط الرئيس المصري محمد حسني مبارك في 11 فبراير 2011, الذي كان يمثل كنزا استراتيجيا لهم نظرا لما كان يتمتع به من صداقة وعلاقات طيبة مع الكثير من الصهاينة حسب ما صرح به قادتهم في العديد من المحافل والمناسبات. ويخشى الكيان الصهيوني – وفقا لتقرير"يديعوت أحرونوت" – من تأخر مستوى قواته البحرية من حيث الكفاءة مقارنة بكفاءة البحرية المصرية.

      وتُعد ألمانيا ثالث أكبر مُصّدر للسلاح في العالم وتأتي صفقة الغواصات المصرية كإضافة جديدة إلي قائمة الصفقات المثيرة للجدل والتي شملت بيع 270 دبابة قتالية من طراز "ليوبارد" للسعودية و100 من ذات الطراز لإندونيسيا والصفقة التي تعتزم قطر شراءها من نفس الطراز وهي الصفقات التي تخفيها الحكومة الألمانية وتتكتم عليها رغم مطالبات المعارضة الدائمة بالشفافية بشأن تلك الصفقات.

     وخلاصة القول في هذا الأمر هو أنه لابد لقواتنا المسلحة الباسلة أن تسعى جاهدة لتنويع مصادرها من الأسلحة والذخيرة وأن تقوم بشكل مستمر بتطوير ترساناتها على مستوى الأفرع الرئيسية للجيش وأن تكون على أهبة الاستعداد حتى لا تكون عرضة لأي ضغوط أو إملاءات خارجية من أي دولة مهما بلغت قدراتها العسكرية. ولتكون قادرة علي تأمين المجري الملاحي لقناة السويس وكافة الموانئ المصرية البالغ عددها21 ميناء و98 هدفا بحريا بخلاف الأهداف الساحلية علي البحر, لتحقيق آمال وطموحات شعب مصر وتحقيق الأمن الاقتصادي من ناحية البحر الذي يتم من خلاله تصدير نحو95 في المائة من صادرات مصر.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023