يستمر مسلسل الإهمال دون توقف بالمستشفيات الحكومية بمدن ومراكز وقرى محافظة كفر الشيخ, مما يعود بالأثر السلبي على المريض الذي يدفع وحده في النهاية فاتورة هذا الإهمال, هذا فضلا عن المعاناة التي يعانيها المرضى الفقراء الذين لا يجدون ملاذا آخر لإنقاذ حياتهم , سوى اللجوء لهذه المستشفيات المملوكة للدولة هروبا من المستشفيات الخاصة باهظة الثمن فيصطدمون بالإهمال الذي قد يتسبب في فقدان حياتهم.
و تعانى المستشفي العام ومستشفى التأمين الصحي العبور بمدينة كفر الشيخ، والمستشفيات المركزية والتكاملية والوحدات الصحية بجميع المدن والقرى, من تفشي الإهمال بداخلها, وسط تجاهل كبير من مسئولي مديرية الصحة بالمحافظة, الذين لا يحركون ساكنا, بحجة قلة الإمكانيات البشرية والمادية في قطاع وزارة الصحة .
وهو ما أكده الدكتور محمد سكين- مدير الطب الوقائي بكفر الشيخ – لشبكة "رصد" الإخبارية قائلا:" أن المستشفيات تعاني من نقص شديد في الأطباء والأدوية والتمريض, وأن المديرية تعمل بالقدرات المتاحة لتقديم أفضل خدمة علاجيه للمريض رغم وجود هذا النقص الشديد", مشيرا إلى أن نقص التمريض خاصة يصيب بعض المستشفيات بالشلل نظرا للعجز الشديد بسبب قلة الدفع التي تتخرج سنويا، والتي لا تكفى لتغطية العدد المطلوب للعمل, وحصول بعض الممرضات على أجازات وضع، ورعاية طفل، وبدون مرتب للسفر للخارج مع أزواجهن، وهروبا من السهر الليلي, ولكن المديرية تحاول التغلب على هذه المشكلة بمنع الأجازات بقدر المستطاع لأن القانون يعطيهم الحق في الحصول على أجازات، وهو ما يضع المستشفيات في مأزق حقيقي.
مستشفيات بلا نظافة
مشكلة أخرى تعاني منها مستشفيات المحافظة الحكومية، وهي " النظافة"، فهي أزمة تؤرق, وتعود أسبابها إلى نقص العمالة التي تقوم على ذلك، ونقص الأدوات التي تستخدم في تنظيف المستشفيات, مما يؤثر بشكل كبير على صحة المرضى وذويهم, خاصة أن مخلفات المستشفيات تحتوى على نفايات خطرة تؤثر على الإنسان والبيئة.
يقول محمود على- موظف بإحدى المستشفيات- :" هناك نقص شديد في عمال النظافة, و معظمهم يعمل بالأجر ولا يؤدي عمله بالشكل المطلوب لحصوله على راتب لا يكفي حاجته، وهو ما قد يدفع كثير منهم لعدم أداءه عمله على أكمل وجه، هذا إلى جانب نقص الأدوات ووسائل النظافة المستخدمة في هذا المجال.
حياة الأطباء في خطر
وبالطبع لا يخفي على أحد حالة الانفلات الأمني التي شهدتها عدة مستشفيات على مستوى الجمهورية، والاعتداءات على التمريض والأطباء, فقد انتشرت ظاهرة العنف والبلطجة والتعدي على المستشفيات بعدد من مستشفيات كفر الشيخ , وأصبحت حياة كافة العاملين بها مهددة ، ومعرضة للخطر في أي وقت.
وقد شهدت عدد من مستشفيات، المحافظة اعتداءات كان أخرها، اعتداء مجموعة من البلطجية بالضرب على أطباء مستشفى الحامول المركزي أثناء قيامهم بإسعاف مصاب داخل قسم الطوارئ، والاستقبال .
وقد أكد الدكتور أحمد عبد العظيم- طبيب عظام بمستشفى الحامول المركزي، وأحد ضحايا الانفلات الأمني بالمستشفيات- أنه فوجئ هو زملائه أثناء إسعافهم لمصاب بسلاح أبيض حالته خطيرة, دخول عدد من البلطجية والتعدي عليهم بالسب والضرب، لافتا إلى أن يده اليمنى كسرت على أثر هذا الحادث، كما أصيب بجروح سطحية وكدمات.
المستشفيات لا توفر أدوية هامة وباهظة التكلفة
تقول الدكتورة ليلى حميدة – بصيدليات التأمين الصحي- :" أن المريض لا يجد ما يصفه له الطبيب من دواء داخل الصيدليات الخاصة بالمستشفيات الحكومية, ولا يوجد إلا أنواع قليلة جدا منها ومعظمها رخيص الثمن, حتى الإسعافات الأولية غير موجودة أيضا، ولا تتناسب مع الحالات الحرجة والمزمنة, فيضطر أقارب المريض باللجوء للصيدليات الخارجية , كما أن هناك نقص شديد في الحضانات الخاصة ببسترة الأطفال , وعدم تجهيزها بالأدوات والأجهزة والمعدات اللازمة لإنقاذ حياة الأطفال الذي يبحث أولياء أمورهم عن حضن ينقذ حياتهم.
نقص الأطباء
وقد عانت مستشفى بلطيم خلال الأيام الماضية من نقص في أطباء العظام ، نتيجة إضراب الأطباء ، وهو ما أثار غضب أهالي المرضى، ودفعهم للاعتداء على عدد من الأطباء الموجودين بالمستشفى، تدخلت بعدها الدكتورة لميس المعداوى – وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ- ووفرت طبيبين للعظام فور حدوث الواقعة.
