أبلغ العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن أي حوار بشأن ما يجري في سوريا لن يجدي في الوقت الراهن وانتقد استخدام موسكو حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرار بشأن سوريا أوائل فبراير الجاري، فيما يرى معارضون بالخارج أن التدخل العسكري هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة المستمرة منذ عام والتي أسفرت عن مقتل الآلاف في سوريا.
يأتي ذلك فيما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية: مقتل أكثر من 60 شخصًا في شارع الحاكورة ببابا عمرو في حمص جراء قصف الجيش النظامي التى أصبح يطلق عليها "عاصمة الثورة السورية" ضد بشار الأسد.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن العاهل السعودي قوله أثناء محادثة هاتفية مع ميدفيديف اليوم الأربعاء "الآن.. أي حوار حول ما يجري (في سوريا) لا يجدي".
وأضاف الملك عبد الله "كان من الأولى من الأصدقاء الروس أن يقوموا بتنسيق عربي قبل استعمال روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن".
"المملكة العربية السعودية لا يمكن إطلاقًا أن تتخلى عن موقفها الديني والأخلاقي تجاه الأحداث الجارية في سوريا".
وقرار مجلس الأمن الدولي الذي استخدمت روسيا والصين أيضًا حق النقض ضده يوم الرابع من فبراير كان يدعم خطة عربية تحث الرئيس السوري بشار الأسد على التخلي عن السلطة.
وانتقد الغرب أيضًا قرار روسيا متهمًا موسكو بتقويض الجهود الدولية لإنهاء حملة الأسد الدموية ضد المحتجين على حكمه.
التدخل العسكري
ومن جانبها قالت بسمة قضماني العضو البارز في المجلس الوطني السوري المعارض الأربعاء أن المجلس الوطني يرى أن التدخل العسكري هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة المستمرة منذ عام والتي أسفرت عن مقتل الآلاف في سوريا.
وقالت قضماني في مؤتمر صحفي بباريس "نحن نقترب حقًّا من اعتبار أن هذا التدخل العسكري هو الحل الوحيد، هناك شران.. إما التدخل العسكري أو حرب أهلية طويلة".
وقالت قضماني: إن المجلس الوطني السوري يقترح أيضًا أن تساعد روسيا- التي استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد اتخاذ إجراء إزاء الحكومة السورية في مجلس الأمن الدولي- في إقناع دمشق بضمان المرور الآمن لقوافل إنسانية لتوصيل مساعدات للمدنيين.
وأضافت "حتى لا نضفي طابعًا عسكريًّا فإن الفكرة هي أن نطلب من روسيا ممارسة الضغط على النظام لعدم استهداف الممرات الإنسانية".
وذكرت قضماني أن المجلس الوطني السوري اقترح إقامة ممرات من لبنان إلى مدينة حمص المحاصرة ومن تركيا إلى إدلب ومن الأردن إلى درعا.
كما سيحث المجلس الوطني السوري مصر في اجتماع "أصدقاء سوريا" والمقرر عقده في تونس يوم الجمعة على تقييد مرور أي سفينة تحمل أسلحة للنظام السوري في قناة السويس.
من جانبها ترى روسيا أن أيّ تدخل خارجي قد يزيد الوضع سوءًا ودعت إلى الحوار بين الرئيس الأسد ومعارضيه وهو اقتراح استبعدته المعارضة السورية معتبرة أنه غير واقعي.
مقتل صحفيين
قالت وزارة الإعلام السورية إنها لا تملك معلومات عن الصحفيين اللذين أفادت وسائل الإعلام أنهما قتلا في حمص، مشيرة إلى أن أسماءهم ليست ضمن قوائم الصحفيين الذين دخلوا البلاد عن طريق الوزارة.
وأضافت مصادر في وزارة الإعلام السورية، في تصريحات صحفية الأربعاء "إن كل صحفي يدخل سوريا عن طريق وزارة الإعلام يتم مرافقته من قبل الوزارة، ولكن يبدو أن هذين الصحفيين دخلا بطريقة غير شرعية أو عن طريق جهة أخرى غير وزارة الإعلام".
وكانت مراسلة صحيفة "صنداي تايمز" الأميركية ماري كولفين والمصور الصحفي الفرنسي ريمي أوشليك، قد قتلا في قصف استهدف مركزًا إعلاميًّا في حي بابا عمرو بحمص.