شيعت محافظة بورسعيد اليوم 32 ضحية من ضحايا أحدث العنف أمس والتي اندلعت عقب الحكم بإحالة أوراق 21 من المتهمين بقتل 72 مشجعا من ألتراس النادي الأهلي فيما عرف بمذبحة إستاد بورسعيد في فبراير الماضي إلى مفتى الجمهورية، وقد شهدت الجنازة اليوم أحداث عنف وإطلاق نار على المتظاهرين من قبل مجهولين راح ضحيتها 6 قتلى ومئات المصابين.
أحداث اليوم وأمس جعلت من بورسعيد بين عشية وضحاها بؤرة ملتهبة على خريطة مصر ، شبكة رصد الإخبارية تحاول خلال هذا التحقيق البحث عن حلول لاحتواء الأزمة :
يقول د. أحمد مطر -رئيس المركز العربي للبحوث السياسية والاقتصادية إن بورسعيد كانت كبش الفداء كرد فعل على عدم رضا البعض عن حكم المحكمة أمس مؤكدًا أن هناك أيادي داخلية وخارجية وراء قتل الـ32 شخص أمس في بورسعيد .
وأضاف مطر أن مشهد الاحتقان والغضب الذي بدا واضحًا اليوم أثناء جنازة الضحايا أمر طبيعي فنحن أمام 32جثة قتلت جملة واحدة وعلى أهل بورسعيد أن يقفوا ضد العصابات الموجودة بينهم متسائلا : كيف سمحوا بقتل 72 في بلدهم دون أن يثوروا أو يعترضوا ؟ مؤكدا أن السكوت على الظلم يعد مشاركة فيه.
وتعليقًا عل تعامل مؤسسة الرئاسة مع الأزمة قال مطر إن الرئيس يتعامل مع الأزمة بحكمة زائدة وهناك محاولات لاستفزازه لكنه لا ينساق لها وأتوقع أن تهدأ الأمور خلال 48 ساعة لأنها جميعها أحداث مفتعلة لا تستمر طويلًا.
من جانبه طالب د. سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بإعلان حالة الطوارئ وحظر التجول بشكل فوري في المحافظات الملتهبة حرصا على دماء المصريين
وأضاف عبد الفتاح أن الأمر لم يكن خارج دائرة التوقع وكانت هناك ثلاث سيناريوهات متوقعة قبل النطق بالحكم كانت تتراوح بين التأجيل أو الحكم لصالح ألتراس أهلاوي أو الحكم لصالح ألتراس بورسعيد وكان على الداخلية أن تضع السياسات والاستعدادات لردود الأفعال .
وقلل عبد الفتاح من أهمية وضع قانون ينظم التظاهر قائلا :" قبل وضع قانون تنظيم التظاهر كان لا بد من إحداث حالة من التوافق المجتمعي والجلوس على مائدة الحوار لأن حالة الاحتقان السياسي هي السبب وهناك من يستغل حالة الاحتقان والاستقطاب في إحداث العنف ".
من جانبها أوصت لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى برئاسة الدكتور إيهاب الخراط بتشكيل لجنة تقصى حقائق تذهب فورا إلى بورسعيد للوقوف على حقيقة ما حدث بها بالأمس.
وناشدت ميرفت عبيد -ممثلة حزب الوفد- الرئيس محمد مرسى التدخل شخصيا واتخاذ موقفاً من حكومة الدكتور هشام قنديل في ظل عدم رضا الشعب عن أدائها، مطالبة بوزراء يتحملون المسئولية ويقدمون برامج يستطيع الناس أن يحاسبهم عليها، مؤكدة على ضرورة إعادة هيكلة وزارة الداخلية .
جدير بالذكر أنه أثناء إعداد التقرير للنشر قام الرئيس محمد مرسى بإعلان حالة الطوارئ فى محافظات السويس وبورسعيد والاسماعيلة لمدة ثلاثين يوم بدءًا من الساعه 9 مساءا حتى الساعه السادسة من صباح اليوم التالى
