شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

دروس فى مليونية الجماعة الإسلامية – حمادة عبد الستار

دروس فى مليونية الجماعة الإسلامية – حمادة عبد الستار
لا يخفى على أحد أن عدداً من أفراد الجماعة الإسلامية في عهد المخلوع تورطت في عدد من أعمال العنف- ما أطلق عليه أعمال إرهابية-...

لا يخفى على أحد أن عدداً من أفراد الجماعة الإسلامية في عهد المخلوع تورطت في عدد من أعمال العنف- ما أطلق عليه أعمال إرهابية- و كان دافعهم لذلك هو اجتهادهم الفقهى الخاطىء في جواز حمل السلاح لإتمام التغيير وإقامة الشريعة خاصة في ظل تحكم حاكم-المخلوع- لا يقيم الشريعة بل ويحاربها و يغلق كافة المنافذ السلمية الديموقراطية البديلة عن العنف لإقامة نموذج سلمى لتداول السلطة.

أما وقد قامت الثورة وفتحت كافة المنافذ السياسية السلمية لتداول السلطة وتحكيم الشريعة فكانت من أوائل القوى التى نبذت العنف وتخلت عنه وكونت حزباً سياسياً (البناء والتنمية) يمارس السياسة من منطلقات فكر جماعتهم الفكرية وساعد على ذلك المراجعات الفقهية التى تمت على يد مراجعهم الفكرية قبيل الثورة بعدة أعوام اعترفوا فيها بخطأهم و تبنوا منهج التغيير السلمى كأداة لإقامة الشريعة

الرسائل التى يجب أن تصل إلى كافة القوى التى تسمى نفسها مدنية من خلال هذه المليونية المباركة عديدة أهمها ما يلى:

1- إستخدام العنف منبوذ في الممارسة السياسية ولا يتم اللجوء إليه إلا حينما تسد كافة الوسائل السلمية الديموقراطية لتداول السلطة وها هو إقرار ممن انتهجوا نهج العنف سابقاً (وبمبرر منطقي لديهم وقتها) أن العنف ليس الأداة المناسبة للتغيير 
فهل تعلمت جبهة الإنقاذ من هذا الدرس وهى التى تنتهج العنف دون مبرر ورغم أن جميع المنافذ الديموقراطية وسبلها مفتوحة و مباحة ومتاحة الآن؟!!!

2- نجاح الجماعة الإسلامية في تنظيم مليونية حاشدة ومنظمة كهذه في غيبة التيار السلفى الذى قاطعها وفى وجود رمزى فقط للإخوان يعطى إشارة إلى أن الجماعة الإسلامية تمارس السياسة بمعناه الحقيقي وليس الظاهري كالتيارات العلمانية واليسارية الفاشلة. فها هم رغم جراحاتهم في عهد المخلوع وضرباته الأمنية ورغم أنهم لم يخرجوا من السجون إلا بعد الثورة نجحوا في لملمة الجراحات وتنظيم الصفوف و كونوا جماعتهم ومجلس شوراها ومراجعها الفكرية و أنشئوا حزبهم وبدئوا العمل في الشارع وتقديم الخدمات الجماهيرية الشعبية ومن ثم حشد مؤيدين ليكونوا بديلاً سياسياً ممكنا واقعيا في المستقبل.

وهى رسالة ثانية للتيار العلمانى واليسارى الذى فشل في ذلك واكتفوا بدكاكين الفضائيات وردح التوك شو والحث على العنف والقتل والكفر بالديموقراطية التى صدعونا بها عقوداً طوالاً عن أن يقدموا خدمات جماهيرية و أفكار نهضوية حقيقية تحشد ورائهم مؤيدين ليكونوا بديلا سياسياً ممكناً

فهل تعلموا من خطأهم ؟؟ أشك في أنهم سيتعلمون



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023